ترك برس
قال رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان إنّ الحكومة التركية حرصت خلال 12 عاماً الماضية على النمو الاقتصادي، حيث تضاعف الدخل القومي خمسة أضعاف، من 36 مليار دولار إلى 185 مليار دولار، وذلك خلال افتتاح معرض جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين الأتراك "موصياد" ومنتدى الأعمال العالمي في قاعة المؤتمرات في صالة المعارض سي أن آر إكسبو في مدينة إسطنبول.
ورحب الرئيس التركي بضيوف المعرض ورجال الأعمال المشاركين من تركيا والبلدان الصديقة والشقيقة قائلا: "أحييكم بكل محبة قلبية، وتمنى التوفيق والنجاح للمعرض الدولي الخامس عشر للموصياد وكذلك لمنتدى الأعمال الدولي"، وتقدّم بجزيل الشكر لكافة المساهمين في تنظيم المعرض والمؤتمر، وقال: "إنّ هذه الفعاليات تستقبل عدداً كبيراً من الأصدقاء إلى جانب البلدان الشقيقة والصديقة، أهلا بكم في إسطنبول".
كما تطرق أردوغان إلى أهمية هذه الاجتماعات والمعارض، قائلاً: "إنّ هذا الاجتماع الذي يتزامن مع اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي في دورتها الثلاثين، لا شكّ أنّه سيعزز من أطر التعاون"، وأشار إلى أنّه كان قد أطلق بعض المشاريع الموجودة في المعرض عندما كان رئيساً للوزراء، متمنياً استمرار هذه المشاريع خاصة مع توفر الأرضية المناسبة لذلك.
وفي إطار الانفتاح الاقتصادي لتركيا على العالم الخارجي، تحدّث الرئيس التركي عن زيارته إلى الجزائر وعن مشاركته في قمة الشراكة التركية الأفريقية الثانية في غينيا، وقال: "رأيت في هذين البلدين استثمارات رجال الأعمال والمقاولين الأتراك كما أصبحت أرى ذلك في كل مكان في العالم، ورأيت اهتمامهم بأفريقيا".
وفي مستهل حديثه، أرجع أردوغان سبب تفاقم الاضطرابات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط إلى أطماع بعض الدول الغربية في المنطقة، ومحاولتها السيطرة على موارد النفط والذهب في تلك المناطق.
وذكّر الحضور بأنّ هناك أناساً أبرياء فقدوا أرواحهم في العراق وسوريا وليبيا، معرباً عن أسفه لدخول مصر في معضلة كبيرة بسبب الانقلاب الدموي بعد أن كانت أمام مرحلة ديمقراطية مهمة، ومؤكداً أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية إقليمية وعالمية، حيث سُلِبت حرية الحياة من الفلسطينيين وُحرموا من الحقوق والآمال، مشيراً إلى أنّ الهجوم الذي تعرض له المسجد الأقصى قبل فترة قصيرة ألحق ضرراً كبيراً بعملية السلام.
وندّد أردوغان بمواقف الدول الغربية تجاه قضايا المنطقة متّهماً إياهم بالتخاذل والاكتفاء بمشاهدة الأزمات في المنطقة، مشيراً إلى أنّ مجلس الأمن لا يقوم بواجباته لإنهاء هذه المأساة الإنسانية، مؤكداً أنّ بإمكان الدول الغربية أن تنهي هذه المآسي لو أرادت.
أشار الرئيس التركي إلى تعرّض تركيا لبعض الأزمات، مشيراً إلى أنّ محاولات إثارة الفوضى في تركيا بدأت منذ عام 2010 وكان الهدف منها زعزعة الاستقرار الاقتصادي والسياسي في تركيا.
وانتقد اردوغان ازدواجية المعايير لبعض وسائل الإعلام العالمية التي ركّزت على تعامل الشرطة مع أحداث الشغب في تركيا بينما تغاضت عن أحداث مماثلة في دول أخرى، كما استنكر تحريف أقواله من قبل بعض وسائل الإعلام المحلية.
وأكّد أنّ تركيا عندما ترفع صوتها لكل القضايا إنّما تفعل ذلك من أجل إعلاء الحق والعدالة والإنسانية، مطالباً "كافة إخواننا وأصدقائنا في العالم أن ينضموا إلينا في مسعانا"، ومؤكداً أنّ "تحقيق السلام والرفاهية في العراق وسوريا وفلسطين لا يعني لهذه البلدان وحسب بل يعني ذلك السلام والرفاهية في العالم كله".
وفي ختام حديثه، قال الرئيس التركي إنّ هذا المعرض وهذا المنتدى يؤكدان أنّه يمكن إحداث عالم بديل يقوم على أساس التعاون والتقاسم الحقيقيين، وهذا ما يجب إظهاره لكل العالم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!