ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور سعيد الحاج أن الأزمة الخليجية لا تنفصل عن المحاولة الانقلابية، وكان تقييم الأتراك في البداية أن المستهدف ليس قطر فحسب، وإنما المستهدف هو تركيا؛ لذلك كان الموقف التركي متقدمًا في الأزمة الخليجية، وداعمًا لقطر ماديًا ومعنويًا.
وأضاف الحاج، خلال مشاركته في برنامج "للخبر بقية" على "التلفزيون العربي"، أن أي انقلاب عسكري بحاجة إلى السيطرة الميدانية في الداخل والدعم الخارجي، وهناك أطراف تبنت الثورات المضادة ودعمتها وكان همها أن تنكسر موجة الربيع العربي للأبد وأن ينكسر داعموها، وأخذت على عاتقها الوقوف ضد المحور الداعم للثورات، وهو قطر وتركيا.
ومن جهة أخرى، رأى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حمزة المصطفى أن هناك روابط مشتركة بين حصار قطر والانقلاب الفاشل؛ حيث إن تركيا وقطر تُعْتبران محورًا داعمًا للربيع العربي، وهذا ما لم يرق للدول التي دعمت الثورات المضادة.
وقال المصطفى إن هناك تقاريرَ أثبتت أن الإمارات قدمت تمويلًا للانقلابيين في تركيا، وهذا ما دفع محمد بن زايد لزيارة قطر إبان الانقلاب؛ لتتوسط قطر بين الإمارات وتركيا لردم الهوة بين البلدين بعد ثبوت ضلوعها في دعم الانقلاب التركي.
وأضاف المصطفى أن الهجمة الخليجية على قطر تستهدف ذاتها وأميرها وشعبها ودورها في المنطقة، ويراد من الأزمة الخليجية أن "تكون قطر بحرين ثانية"، وحاولوا ذلك عن طريق فرض الحصار البري والبحري لخلق الفوضى في البلاد وضرب النسيج الاجتماعي الخليجي، وروجوا في سبيل ذلك الأكاذيب عبر وسائل الإعلام الخاصة بهم، وهذا يشبه ما جرى في تركيا، ولكن بوسائل أخرى.
ومضت سنة على محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، وقد وقف الأتراك بمختلف توجهاتهم السياسية ضد الانقلاب؛ دفاعًا عن الديمقراطية، ورفضًا لعودة الحكم العسكري.
وتشهد دول الخليج هذا العام تصعيدًا وأزمة غير مسبوقة، تجلت في حصار قطر، ومحاولة التدخل في قراراتها السيادية والتأثير على سياساتها الداخلية والخارجية؛ وهو ما دفع كثيرًا من المحللين إلى الحديث عن أوجه شبه وتقاطعات بين الأمرين رغم اختلاف المشهد العام في البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!