سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أن أنهت الإدارة الأمريكية برنامج تسليح المعارضة السورية، الذي أشرفت عليه وكالة الاستخبارات المركزية، تتابع واشنطن عن كثب كيف سيكون رد فعل تركيا.

وفي الواقع فإن البرنامج المسمى حتى الآن "Covert Operation" رغم أنه لم يعد فيه جوانب سرية، بدأ عام 2013 بتعليمات من الرئيس السابق باراك أوباما من أجل تغيير حكم الأسد.

بينما اعتبر المتابعون أن إنهاء البرنامج هو بمثابة تقبل أمريكي لواقع الأمر في سوريا، يقولون إنه يتضمن مؤشرات عن مستقبل نظام الأسد.

تتابع الإدارة الأمريكية الآن فيما إذا كانت تركيا ستتدخل وتزود المعارضة السورية المعتدلة بالسلاح بعد قطع وكالة الاستخبارات مساعداتها. كما أنها تبحث عن إجابة لسؤال "ماذا سنفعل إذا انتقلت الأسلحة التي ستقدمها تركيا للمعارضة المعتدلة إلى قوى أكثر راديكالية؟".

 تقول مصادر واشنطن إن القرار المبدئي لوقف برنامج تسليح المعارضة اتخذ قبل شهر، وبعد ذلك اجتمع ترامب في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض مع رئيس وكالة الاستخبارات مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر وناقش معهما البرنامج بتفاصيله. وقال بومبيو وماكماستر إن البرنامج لم يعد له مغزى عمليًّا بعد أن بدأت روسيا دعم نظام الأسد.

كما تطرق الاجتماع إلى أن هدف رحيل الأسد لم يعد أولوية بالنسبة للولايات المتحدة. وبحسب المصادر المطلعة على فحوى الاجتماع فإن المجتمعين بحثوا أيضًا الخطوات التي تقدم عليها تركيا. وأعرب ماكماستر عن اعتقاده بضرورة متابعة مناورات تركيا في سوريا عن كثب، ورفع مستوى المتابعة خصوصًا بعد وقف برنامج تسليح المعارضة.

عقب عملية تقييم شاملة لمعلومات استخباراتية، رأت الإدارة الأمريكية أن هناك صراع على زعامة الحركة الجهادية العالمية. وبحسب التقييم الأمريكي فإن القاعدة بادرت للتحرك من أجل استعادة الزعامة بعد الضربات التي تلقاها تنظيم داعش في العراق وسوريا.

ولهذا قررت المؤسسات في واشنطن مراقبة الفصائل المعتدلة التي لها ارتباطات مع المعارضة الراديكالية في سوريا، عن كثب.

وهذا ما أكسب الأسلحة، التي يمكن أن تقدمها تركيا للمعارضة المعتدلة، بعد إنهاء برنامج التسليح الأمريكي، أهمية كبرى بالنسبة لواشنطن.

تتابع الأجهزة الاستخبارية في العاصمة الأمريكية بقلق فيما إذا كانت تركيا ستمنح المعارضة المعتدلة أنظمة دفاع جوي محمولة على الكتف. لأن الولايات  المتحدة تعتقد أن انتقال هذا النوع من الأسلحة من المعارضة المعتدلة إلى الراديكالية، في حال حدوثه، سيؤدي إلى سيناريو كارثي. واحتمال استخدام القوى الراديكالية هذه الأسلحة ضد الطائرات المدنية يثير الهلع في واشنطن وموسكو على حد سواء.

تعمل روسيا مع الولايات المتحدة الأمريكية من أجل السيطرة على الفصائل المعارضة القريبة من القاعدة في سوريا.

وتعتبر واشنطن أن احتمال دخول تركيا على الخط بعد إنهاء برنامج تسليح المعارضة بمثابة تهديد صريح.

وتقول المصادر الأمريكية إن الاحتمال كبير بأن يغير قرار قطع إمدادات الأسلحة عن المعارضة التوازنات في سوريا في غير صالح تركيا.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس