سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
أرسل لي صديق طبيب عزيز على قلبي، أمس، حكاية بعنوان "تركيا.. لا للذعر". ونظرًا لمغزاها وأهميتها في هذه المرحلة أحببت أن أشارككم إياها أعزائي القراء.
"في خمسينات القرن الماضي توجهت سفينة بريطانية من البرتغال إلى اسكوتلندا، وهي تحمل على متنها مشروبات خاصة. بعد أن أفرغت حمولتها في الميناء الذي رست به، دخل أحد البحارة إلى مستودع التبريد من أجل التأكد فيما إذا كان العمال نسوا أحد الصناديق في داخله.
في الأثناء، جاء بحار آخر وأغلق باب مستودع التبريد دون أن يلاحظ وجود زميله في الداخل. صرخ البحار الحبيس في المستودع بكل ما أوتي من قوة وضرب الباب بيديه، إلا أنه لم يستطع إسماع صوته لزملائه.
أبحرت السفينة من جديد إلى البرتغال من أجل حمل شحنة جديدة. عثر البحار الحبيس في مستودع التبريد على ما يقيم أوده من الطعام، وأدرك أنه لن يموت من الجوع.
غير أنه كان يعلم بعدم قدرته على مقاومة البرد الشديد. أخذ يكتب على جدار مستودع التبريد ما عاشه بواسطة مدية كانت معه.
روى يومًا بيوم، بدقة وعناية، أن البرد كان له تأثير المخدر على جسده أولًا، ثم أصبح له تأثيرات مميتة، وبعد ذلك تحدث عن فقدانه الإحساس بيديه وقدميه، وتجمد أنفه، وكيف أصبح الهواء البارد حارقًا بشكل لا يُطاق".
أمر لا يُصدق
عندما رست السفينة مجددًا في ميناء لشبونة بالبرتغال، طلب قبطانها فتح باب مستودع التبريد، ليجد جثة البحار في الداخل. لكن عندما قرأ على جدار المستودع قصة موت البحار متجمدًا من البرد فغر فاه من الحيرة.
فدرجة حرارة المستودع كانت 19. والمشروبات الخاصة التي كانت تنقلها السفينة، تتطلب درجة حرارة 18. بعد أن أفرغت السفينة حمولتها في اسكوتلندا تم إغلاق نظام التبريد، ولذلك ارتفعت الحرارة في المستودع درجة واحدة لتصبح 19.
بمعنى أن البحار لم يمت متجمدًا من البرد وإنما لاعتقاده بأنه سوف يتجمد..
نظام المناعة
يمتلك الذعر تأثيرًا يضعف نظام المناعة بنسبة 50 في المئة. وعقلنا يمكن أن يلعب علينا ألاعيب رهيبة. في معظم الأحيان يكون الخوف مفيدًا، ويحافظ على حياتكم. لكن الذعر له عواقب وخيمة دائمًا.
أسهل الأوقات التي ينهزم فيها المرء أمام عقله هي عندما يكون في فراغ أو بلا هدف. حاولوا الانكباب على أمور تشغل عقلكم، عوضًا عن التفكير دائمًا بأنكم متضايقون، وعن متابعة الأخبار وإنهاك أدمغتكم بسيناريوهات الكوارث، وعن بلوغ حد البارانويا (جنون الارتياب) مع نظريات المؤامرة والأخبار الكاذبة في وسائل التواصل الاجتماعي".
هنا تنتهي حكاية الطبيب، وأنهي بدوري المقال طالبًا منكم أن تحاولوا، من أجل خير الجميع..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس