نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
تشهد العلاقات بين موسكو وواشنطن توترًا في الوقت الراهن. وفي مقابل عقوبات ترامب طلب بوتين تقليل عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في بلاده. لا مفر من انعكاس هذا التوتر بعد فترة على مناطق وقضايا مختلفة في العالم. القائمة تطول لكن أول ما يتبادر إلى الأذهان الأزمة الأوكرانية والحرب السورية والملف النووي الإيراني وأفغانستان.
وفيما تصر روسيا على موقفها من الأزمة الأوكرانية، يبدو أنها ستسبب المتاعب للولايات المتحدة وأصدقائها الأوروبيين. ومن المحتمل أن تقدم على خطوات ترمي لإضعاف تأثير الولايات المتحدة في الملف الإيراني. وعند الأخذ بعين الاعتبار ادعاءات تقديم موسكو السلاح لطالبان، يمكنها أن تزيد وجودها في المنطقة على نحو أوسع وبطرق مختلفة.
أما آخر جبهات التوتر في سوريا، فعلى الرغم من آليات الحيلولة دون وقوع اشتباكات غير مرغوب بها بين الطرفين إلا أن التحركات بالوكالة مستمرة في الخفاء على كافة الجبهات. وعلى الأخص العلاقات مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وشرق الفرات وإدلب والدور التركي.
ولن يقتصر التوتر بين البلدين على المناطق والقضايا المذكورة، بل سيمتد تأثيره ليشمل الأوضاع والقرارات السياسية والدبلوماسية والأمنية للبلدان والتنظيمات الأخرى. كما هو الحال بالنسبة لتركيا.
التوتر الروسي الأمريكي المتزامن مع تدهور العلاقات بين أنقرة وواشنطن يؤثر بشدة على الوضع السياسي والاقتصادي والدبلوماسي والأمني في تركيا. ويدفع أنقرة باتجاه خيارات وخطوات جديدة إزاء عدد من القضايا منها العلاقات مع الولايات المتحدة، وشراء منظومة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا، والأزمة السورية، وتطبيق العقوبات على إيران، ومسألة حزب العمال الكردستاني، والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي والناتو.
ولسرعة الأحداث وتوالي التصريحات لا تجد أنقرة الفرصة لمتابعة المستجدات بنفس هادئ. بينما قطعت وكالة الاستخبارات الأمريكية تسليح وتدريب المعارضة السورية عزز الجيش الأمريكي علاقاته مع حزب الاتحاد الديمقراطي. ومن جهة أخرى تزيد الفصائل المدرجة على قائمة الإرهاب نفوذها في إدلب.
وبالنظر إلى تصريحات المسؤولين (الأميركان والروس) بدأت المنطقة تُصنف على أنها "منطقة آمنة للإرهاب" تتطلب عملية عسكرية سريعة. وهذا يعني أن المنافسة الروسية الأمريكية سوف تنعكس على إدلب، وأن الوقت قد حان لمعرفة من سيتدخل وكيف وعن طريق من.
من جهة أخرى، لا تشعر الولايات المتحدة بالحاجة لإخفاء علاقاتها مع حزب العمال الكدرستاني. وهي تواصل التعاون معه دون الإصغاء لاعتراضات تركيا. ولم يجد الجنرلات أولًا، ومن بعدهم المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي ضد داعش بريت ماكغورك، حرجًا من التعبير عن رضاهم عن الحزب. بل إن ماكغورك اتهم تركيا بمساعدة تنظيمات إرهابية على علاقة مع القاعدة.
أما حزب العمال الكردستاني فهو سعيد جدًّا بالعمل مع الولايات المتحدة، إلى درجة أنه يمكنه تهديدها بإيقاف عملية الرقة إن لم توقف تركيا هجماتها ضده. عند النظر إلى المشهد العام يمكننا القول إن جميع الجبهات ستكون ساخنة في الأشهر القادمة بتأثير التوتر الأمريكي الروسي المتصاعد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس