نهاد علي أوزجان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
كان من المقرر أن يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو تركيا الأسبوع الماضي. ثم علمنا أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف سيشارك أيضًا في المباحثات.
لا يعتبر موعد الاجتماع مفاجئًا في ظل التطورات الهامة الجارية في سوريا وليبيا، لكن صدر بيان في اللحظة الأخيرة، أعلن أن زيارة المسؤولين الروسيين تأجلت لوقت لاحق، وأن المباحثات ستتواصل حاليًّا على مستوى مساعدي الوزراء.
سألت السفير المتقاعد بوزكورت أران عن المعنى الدبلوماسي لتأجيل الزيارة واستمرار المباحثات على مستوى مساعدي الوزراء، فقال: "نفهم من ذلك أن خلافات وجهات النظر بخصوص ليبيا وسوريا مستمرة وعميقة".
وأضاف أران: "الطرفان يتصرفان بهذه الطريقة لأن الأفكار لم تنضج بعد بحيث تؤدي إلى توافق على الصعيد السياسي".
يظهر قرار التأجيل أن الطرفين بحاجة للوقت كي يتجاوزا الانسداد، ويسعيان وراء أفكار جديدة، التي تأتي من خلال قراءة المشهد الحالي بطريقة مختلفة أو بتغييره.
لكن بالنظر إلى وضع ليبيا وسوريا حيث تسود حرب متعددة الأطراف والوكلاء، يبدو أن الظرف الذي حدث فيه التأجيل يحمل مخاطر كبيرة.
يعلم الطرفان التركي والروسي أن تجاوز الانسداد يتطلب منهما تغيير المظهر والظروف والمشهد على الصعيدين السياسي والعسكري، وتوسيع التحالفات.
علاوة على أنهما واقعان تحت ضغط الوقت. تبدو تركيا حتى اليوم نجحت في تغيير المشهد بليبيا، بينما تدافع عن الوضع الراهن في سوريا.
المشهد بالنسبة للروس أشد تعقيدًا وإزعاجًا. فسوريا على عتبة أزمة جديدة ومشكلة إدلب معلقة. أما في ليبيا فلم تؤد فاغنر الأداء المطلوب.
وقد تقلب عقوبات "قيصر" الأمريكية، التي تعتزم الولايات المتحدة تطبيقها في 17 يونيو/ حزيران، كل مكاسب روسيا في سوريا رأسًا على عقب، وتسبب لها تكاليف غير متوقعة.
وللحيلولة دون ذلك، ترى روسيا الحل في تطهير إدلب وفتح طريق "إم-4" الواصل بين الموانئ وحلب، للنقل التجاري بسرعة. وبالتالي، الأولوية بالنسبة لروسيا هي إدلب، لكنها تعلم أنها لن تستطيع تحقيق شيء عبر المفاوضات حاليًّا.
مع مرور الوقت، يزداد احتمال لجوء روسيا للقوة. ومن السهل بالنسبة للاستخبارات الروسية والسورية خلق ذريعة لإثارة القتال في إدلب.
أما في ليبيا، فقد يرى البعض في وقوف فرنسا وبعض الدول الغربية بجانب روسيا سلوكًا "مخالفًا. السؤال المطروح بالنسبة لروسيا الآن هو هل الأولوية سوريا أم ليبيا، أم كلاهما.
ما سيصيغ هذا القرار هو مدى سرعة موسكو في بلوغ مرادها من جهود إقامة تحالف مع تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس