سنيم جينغيز - أراب نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس
يمثل تعيين مروة قاواقجي سفيرة جديدة لتركيا في العاصمة الماليزية كوالالمبور أمرا رمزيا وذا دلالة كبيرة، ليس لأنها أول سفيرة محجبة فحسب، بل بسبب كفاحها الطويل من أجل حقوق المرأة.
في الثاني من مايو/ أيار 1999، ارتدت قاواقجي حجابها، وذهبت إلى البرلمان لأداء اليمين عضوا بعد انتخابها نائبا عن حزب الفضيلة في إسطنبول، لكنها منعت من أداء اليمين وسط هتافات تطالبها بالخروج. بعدها قال رئيس الوزراء، في ذلك الوقت بولنت أجاويد إن البرلمان "ليس مكانا لتحدي الدولة. رجاء عرفوا هذه المرأة حدها ". طردت قاواقجي بعد ذلك من البرلمان وسحبت منها الجنسية التركية.
في ذلك الوقت، عندما كان الحجاب محظورا، كان تصرف قاواقجي يشكل تحديا للدولة وتهديدا للعلمانية التركية. غادرت تركيا إلى أمريكا وحصلت على الجنسية الأمريكية. وقبل دخولها معترك السياسة التركية،تخرجت في جامعة هارفارد وعملت أستاذا في جامعة جورج واشنطن وجامعة هوارد في واشنطن. وقد لعب مركزها الأكاديمي دورا مهما في حصولها على الجنسية الأمريكية. وبعد 18 عاما، أعيدت إليها الجنسية التركية.
في ثمانينيات القرن الماضي ، منعت النساء في تركيا من ارتداء الحجاب عند العمل في القطاع العام. وشمل ذلك مؤسسات الخدمة المدنية والتعليمية والسياسية. ثم مدد الحظر ليشمل جميع الجامعات في عام 1997. وعلى الرغم من الاحتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء تركيا، ظل الحظر قائما لعدة سنوات.
وقالت قاواقجي بعد تعيينها أن" هناك عهدا جديدا باسم تركيا الجديدة قد بدأ، وباب تركيا القديمة غير المستقرة والمشجعة على العنصرية أصبح من الماضي ولا أثر له بعد اليوم، ولكن تحقق هذا الحدث بعد 16 عاماً، أمر محزن جدا. لكن أكبر أمنياتي هي رفع التفرقة العنصرية بين المحجبة وغير المحجبة في تركيا".
يذكر أن شقيقتها رضوى قواقجي هان التي ترتدي الحجاب أيضا هى عضو فى البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم. وفي عام 2015 وخلال أداء اليمين في البرلمان ارتدى هان نفس الحجاب والزي الذي ارتدته شقيقتها عندما طردت من من البرلمان في عام 1999. وبتعيين قواقجي سفيرة تصبح تركيا ثاني أكبر دولة مسلمة بعد إيران تعين سفيرا امرأة في ماليزيا.
وفي إطار حركة تعيينات السفراء والدبلوماسيين الجدد عينت عائشة سايان التي ترتدي الحجاب أيضا شقيقة وزيرة الأسرة والتضامن الاجتماعي فاطمة بتول سفيرا إلى الكويت. وترمز قواقجي وسايان إلى نضال المرأة التاريخي من أجل الحصول على المساواة في السياسة والدبلوماسية التركية.
ليست حياة الدبلوماسي وعمله مسألة هينة، بل هي أصعب للمرأة نظرا للطبيعة الأبوية للسياسة.نتمنى لقاواقجي وسايان النجاح في مهمتهما الجديدة ، ونأمل أن تكونا مثالا يحتذى للسيدات الأتراك في السياسة والدبلوماسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس