ترك برس

يستعد الطلاب الأتراك في شهر آب/ أغسطس من كل عام لاختيار التخصص المناسب لدراسته في الجامعة.

ومع تزايد الإقبال على تخصصات معينة وإهمال تخصصات أخرى، باتت الدولة تشعر بالقلق على مستقبلها في العديد من المجالات التي تشكل أهمية كبيرة للحضارة والثقافة التركيتين، ولذلك بدأت تشجّع طلابها على دراسة هذه التخصصات وتوفير فرص عمل لهم فيها.

وكان علم الآثار (Arkeoloji) من أبرز هذه التخصصات، حيث بدأت الدولة فعلًا بتشجيع طلابها على دراسته والتميز فيه.

موقع هاتوشا عاصمة الإمبراطورية الحثيّة التي تعود لأكثر من 3 آلاف عام

وبالرغم من وجود أكثر من 50 قسمًا في الجامعات التركية تُدرّس هذا الاختصاص، إلا أنه ومن وجهة نظر الباحث في علم الآثار معمّر إيريتش في جامعة دوكوز أيلول (Dokuz Eylül Üniversitesi)، فإن الواقع يقول بأن هذا العدد من الأقسام لا يأتي بالفائدة الحقيقية التي أُسّس لأجلها.

ويرجع السبب في ذلك بحسب قول إيريتش إلى أن النخبة من الكوادر التعليمية التركية تفضل العمل في الجامعات العالمية عن العمل في الجامعات المحلية وهو ما سبب انحدار المستوى التعليمي في هذا المجال.

أما عن طرق تحسين المستوى التعليمي في قسم علم الآثار، فيؤكد إيريتش بأن أهم هذه الخطوات تكمن في تطوير الأدوات والآليات المستخدمة، وإدخال التكنولوجيا بشكل أكبر إلى التعليم، بالإضافة إلى أهمية التركيز على مادة الجغرافيا بدءًا من المرحلة التعليمية الابتدائية لطلاب الصف الأول، وهو ما سيساهم في توعيتهم بأهمية الأماكن التاريخية والحضارية، ليتمكنوا من فهم كيفية تشكل الدول بهذا الشكل وهذا الترتيب في يومنا الحالي.

تشاتال هويوك التي تعود للعصر الحجري الحديث

وأعرب إيريتش عن أنه كغيره من المختصين الأتراك في علم الآثار يرغبون بتطوير هذا التخصص في بلادهم بهدف التقدم والسعي نحو مستوى تعليمي أفضل، كما أن وجود العديد من المناطق الأثرية في تركيا، والعديد من الآثار التي تستحق أن تُدرّس هو ما دفعهم بالدرجة الأولى للاهتمام بعلم الآثار.

ومن أهم هذه المناطق "غوبيكلي تيبي" (Göpeklitepe) أقدم معبد في التاريخ، و"هاتوشا" (Hattuşa) عاصمة الإمبراطورية الحثية، و"تشاتال هويوك" (Çatalhöyük) إحدى أقدم المدن التي يعود تاريخها للألف السادسة قبل الميلاد، والعديد من الآثار العريقة الأخرى التي لا بد وأنها ستكون محط اهتمام للطلاب الأتراك وستدفع الكثيرين منهم لدراسة هذا الاختصاص والتميز فيه.