سينيم جينغيز -موقع آراب نيوز - ترجمة وتحرير ترك برس
من المرجح أن يكون للتطورات التي تجري تطورات على طول حدود تركيا آثار كبيرة. فبعد بضعة أيام من استبدال قادة القوات البحرية والجوية في الجيش، أكد الرئيس، رجب طيب أردوغان، مجددا التحذير من احتمال القيام بعمل عسكري ضد القوات الكردية في شمال سوريا التي تعمل تحت راية وحدات حماية الشعب الكردي الإرهابية.
وقال الرئيس أردوغان "نحن عازمون على غمس الخنجر في قلب الإرهاب في سوريا، وبالتالي توسيع سوف نتخذ في المستقبل القريب خطوات جديدة ومهمة حول هذا الموضوع". ويشير الخنجر إلى عملية درع الفرات التي أطلقتها تركيا في أغسطس / آب 2016 وانتهت في مارس / آذار العام الحالي . ويتوقع كثيرون أن تكون سوريا محور تركيز القادة الجدد، وأن العد التنازلي قد بدأ بالفعل لعملية جديدة اسمها سيف الفرات.
وفى الأسبوع الحالى أيضا ترأس رئيس الوزراء، بن علي يلدريم، اجتماعا أمنيا حضره وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، ورئيس الأركان العامة، الجنرال خلوصي أكار، ورئيس المخابرات هاكان فيدان. ولم يصدر أي بيان بعد الاجتماع، ولكن كان هناك كثير من التكهنات بأن التركيز كان على الخطط المحتملة بشأن شمال سوريا.
ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي حول هجوم عسكري محتمل ضد وحدات حماية الشعب في بلدة عفرين في شمال غرب سوريا. لكن وسائل الإعلام نشرت تقارير تؤكد أن أنقرة تستعد لعملية أخرى ضد تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب في سوريا. وسواء حدث ذلك أم لا، فقد أعلنت تركيا مرة أخرى أنها ستكون مستعدة للرد على أي تحرك عدائي عبر الحدود.
وتشير التطورات العسكرية الأخيرة إلى الأعمال التحضيرية في هذا الصدد. وقد عزز الجيش التركي في الآونة الأخيرة وجوده بالقرب من الحدود الجنوبية وفي بلدة إعزاز شمال سوريا التي كانت قاعده خلال عملية درع الفرات. وكان وزير الدفاع التركي أعلن في يونيو / حزيران الماضي الانتهاء من بناء 690 كيلومترا من الجدار العازل على طول الحدود مع سوريا، الذي يصل طوله إلى 828 كيلو مترا، وستعزز الإجراءات الأمنية على الحدود إلى أعلى مستوى بعد اكتمال عملية البناء.
وفي الوقت الذي تحاول فيه تركيا تقليص التهديدات التي تتعرض لها على الحدود السورية، فإنها تريد أيضا أن تفعل الشيء نفسه أيضا على الحدود الإيرانية والعراقية. بدأت أنقرة بناء جدار أمني على طول حدودها مع إيران لمنع أعضاء حزب العمال الكردستاني الإرهابي من التنقل بسهولة بين البلدين. وتخوض تركيا حربا دموية مع حزب العمال الكردستاني في الداخل، واتخذت خطوات مهمة لتحييد الجماعة الإرهابية داخل حدودها.
وردا على ذلك، يبحث حزب العمال الكردستاني باستمرار عن طرق جديدة لمواصلة هجماته. وقد خفض الجيش التركي بشكل كبير تغلغل حزب العمال الكردستاني من الجنوب. ولكن الحزب الإرهابي يمتلك أيضا معسكرات على طول الحدود الإيرانية التركية تنفذ هجمات في داخل تركيا ثم تعبر إلى إيران. لذا فإن الجدار بين البلدين سيوجه ضربة قوية لحزب العمال الكردستاني.
وقد دخلت استراتيجية أنقرة بشأن الحرب السورية المستمرة منذ سنوات والتهديدات الإقليمية اللاحقة مرحلة جديدة، حيث تتحول تركيا إلى فرض رقابة مشددة على الحدود، والتضييق على الجماعات الكردية الإرهابية وأعضاء داعش عبر جدران حدودية. ولو لم تواجه أنقرة مثل هذه المخاطر،لكانت اتخذت هذه الخطوات في وقت سابق.
يبدو من غير المحتمل في الوقت الحاضر أن تقوم تركيا بعملية أخرى في سوريا ضد وحدات حماية الشعب، نظرا للدعم الأمريكي والروسي لهذه الميليشيات رغم اعتراضات أنقرة. وبدلا من ذلك، فمن المرجح أن تركز تركيا على بناء منطقة أمنية على طول حدودها لحشر الجماعات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني وداعش.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس