ترك برس
رأى الخبير والمحلل السياسي التركي، محمد زاهد جول، أن تركيا لن تسمح للولايات المتحدة الأمريكية بتسليم محافظة إدلب السورية للميليشيات الكردية الانفصالية، مهما كانت الحجج، مشيرًا إلى أن السماح بذلك يعني خسارة انجازات عملية "درع الفرات".
وأشار جول، إلى أن خطط الولايات المتحدة الأمريكية تتحدث في الوقت الراهن، عن مناطق غرب الفرات وحول عفرين وإدلب تحديدا، مرجّحًا أن السياسة التركية لن تحتمل المجازفات الأمريكية في هذه المناطق.
واعتبر جول، في تقرير بموقع "أخبار تركيا"، أن تركيا احتملت في الأشهر الماضية بعض المجازفات الأمريكية شرق الفرت، وتحملت رفض أمريكا للخطة التركية لتحرير الرقة.
وأضاف: "تسمح السياسة التركية لأمريكا أن تقوم بتسليم ادلب لقوات حماية الشعب مهما كانت الحجج الأمريكية، وإذا سمحت لها بذلك فإن عليها أن تتوقع أن تخسر انجازات عملية "درع الفرات" لاحقاً أيضاً، وهذا ما لا يتوقع من تركيا القبول به إطلاقاً".
وقال جول إن "على أمريكا أن تتوقع هجوما من الجيش السوري الحر وقوات المعارضة السورية المعتدلة وعمليات عسكرية لتحرير عفرين من قوات حماية الشعب، وقد يكون ما يؤخر هذه المعركة هو إيجاد موافقة روسية عليها..
ولذا فإن الحديث عن اتفاق أمريكي روسي حول شمال سوريا لا بد ان يشمل الحديث عن الدور التركي، سواء في عفرين وادلب أو غيرها، فإذا كانت روسيا تعمل لاستقرار سوريا فإنها غير معنية بتنفيذ المشاريع الأمريكية شمال سوريا كما فعلت في جنوبها".
وشدّد على أن "تركيا لن تمرر أي اتفاق في شمال سوريا لا يأخذ المصالح التركية بعين الاعتبار، لأن الأمن القومي التركي خطاً أحمراً للسياسة التركية، سواء وافقت أمريكا أم لم توافق، وسواء وافقت روسيا أو لم توافق، ولكن تركيا حريصة على التفاهم الدولي لموقفها ودورها على حدودها الجنوبية".
ولفت الخبير التركي إلى أن هذا التقسيم العسكري للنفوذ بين أمريكا وروسيا في سوريا يجعل هاتين الدولتين تحاولان الحفاظ على تفاهمات سياسية وعسكرية مع الأطراف الإقليمية، ولو كانت جزئية أو مؤقتة على الأراضي السورية، سواء مع إيران أو مع تركيا أو مع الأحزاب الكردية أو مع فصائل المعارضة والثورة السورية.
وقال إن أمريكا تعمل لإرضاء تركيا وإيران والأحزاب الكردية والمعارضة السورية المعتدلة معاً، وكذلك روسيا، كما تعملان روسيا وأمريكا على التفاهم والتعاون مع إيران وميليشياتها في سوريا بما فيها قوات الأسد، وهذا الحال ينطبق على التعاون مع الأحزاب والمليشيات الكردية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!