ترك برس - ديلي صباح
ستتحول تركيا إلى ممر رئيسي لنقل الغاز الطبيعي بين الدول المنتجة له مثل روسيا وأذربيجان والعراق وتركمانستان إلى المستهلكين في أوروبا، نتيجة لوجود عدد من خطوط أنابيب نقل النفط وأخرى قيد الإنشاء.
وكان تخلي روسيا عن مشروع السيل الجنوبي الذي كان من المفترض أن يوصل الغاز إلى أوروبا عبر بلغاريا وتحولها نحو تركيا هو الخطوة الأحدث في سلسلة مشاريع وقّعتها الحكومة التركية أو لا تزال تتفاوض بشأنها في السنوات الأخيرة في إطار مسعاها لتحويل تركيا إلى مركز إقليمي لنقل الطاقة.
ويعدّ "السيل الأزرق" خطّ الأنابيب الرئيسي بين تركيا وروسيا، ومع الاتفاقية الجديدة الموقعة يوم الإثنين، زاد اعتماد تركيا على روسيا الّتي تزوّدها بما يقارب 60% من الغاز الطبيعي الذي تحتاجه.
من ناحية أخرى، تعمل تركيا في الوقت الحالي على مشروع آخر وهو ممرّ الغاز الجنوبي، الذي سيوفر أمناً للإمدادات لتركيا. وهو ممرّ مقترح من قبل الاتحاد الأوروبي لتوفير إمدادات الغاز من بحر قزوين ودول الشرق الأوسط إلى أوروبا. وتشارك في المشروع عدة دول مثل أذربيجان وجورجيا وتركمانستان وكازاخستان والعراق ومصر، وتعهّدت تركيا بإنهاء خطّ الأنابيب الرئيسي عام 2020.
وقد صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين بعدم قدرة روسيا على تنفيذ المشروع بسبب معارضة الاتحاد الأوروبي له. وكان مشروع الأنابيب الذي تقدّر تكلفته بـ40 مليار دولار وتشرف عليها شركة الغاز الروسية العملاقة "غاز بروم"، من المفترض أن يمر أسفل البحر الأسود إلى بلغاريا ويمتد إلى جنوب أوروبا. وقال بوتين يوم الإثنين: "لن نبدأ بناء المشروع في البحرالأسود. إنّ من غير المنطقي أن نبني كل خطوط الأنابيب ونتوقف عندما نصل حدود بلغاريا".
كما قال الرئيس التنفيذي لشركة غاز بروم المملوكة للدولة، أليكسي ميلر إنّ مشروع بناء خط السيل الجنوبي قد مات بعد إشارة بوتين إلى العراقيل التي وضعها الاتحاد الأوروبي. وأعلن ميلر للصحفيين قائلاً: "المشروع قد أغلق". ومع ذلك، تعهد بوتين بأنّ موسكو ستزيد من ضخّ إمدادات الغاز إلى تركيا وربما تتعاون معها في خلق مركز لإمدادات الغاز الطبيعي على حدود اليونان.
ومن المقرر أن ينقل خطّ السيل الجنوبي الغاز الطبيعي من روسيا إلى أوروبا، لكن المشروع كان قد ألغي من قبل بوتين بسبب التوتر السياسي المستمر مع الاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة في أوكرانيا. وبعد أن أوقفت بلغاريا أعمال البناء بسبب ضغط الاتحاد الأوروبي، صرح بوتين بأنّهم قد يعيدون توجيهه باتجاه تركيا. الخطوة التي رأى فيها عدد من النقّاد بداية لحرب الغاز بين الاتحاد الأوروبي وروسيا.
الخصومات على الغاز
اتّفقت تركيا وروسيا خلال زيارة الرئيس الروسي إلى تركيا يوم الإثنين الماضي على تخفيض أسعار الغاز الطبيعي المصدّر إلى تركيا بنسبة 6%. وصرح وزير الطاقة والموارد الطبيعية طانير يلدز أمس بأنّ تركيا ستواصل الدّفع باتّجاه مزيد من تخفيض الأسعار، وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة: "إنّ العرض الروسي بعمل خصومات هو خطوة إيجابية باتجاه تقوية تعاوننا، إلا أنّنا نأمل في تلقّي خصومات أكثر".
وفي مؤتمر صحفي مشترك لأردوغان وبوتين يوم الإثنين، قال بوتين إنّ روسيا ستخفض سعر الغاز لتركيا بنسبة 6%، بدءاً من العام القادم، كما اتّفقا على تزويد تركيا بـ3 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي. وفي العام الماضي كان قد تمّ ضخّ 13.7 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا عبر السيل الأزرق.
وقال وزير الطاقة التركي يوم الثلاثاء إنّ من المبكر جداً أن ينعكس العرض الروسي على سعر الغاز للمستهلك التركي. وأشار إلى أن شركة توزيع النفط والغاز التركية "بوتاش BOTAŞ" لا تزال تجري مفاوضات حول خسائرها، وليس مكاسبها. كما أشار بوتين إلى أّنّ روسيا تفكر أيضاً بإلغاء مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي "السيل الجنوبي" وربما تتعاون مع تركيا في بناء مركز لإمداد جنوب أوروبا بالغاز الطبيعي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!