ترك برس

كشفت تقارير إعلامية أن المساعدات الإنسانية التي أرسلتها تركيا إلى اليمن وأشيع أنها فاسدة، "لم تكن كذلك، وقد بيعت لاحقا لتجار باشروا بتصريفها للسوق المحلية"، وذلك بعد أنباء عن منع القوات الإمارات سفينة إغاثية تركية من الرسو في ميناء "المعلا" اليمني.

وذكرت صحيفة "الشرق" الإلكترونية، نقلًا عن "مصادر أمنية وأخرى عاملة بميناء المعلا"، أن شرطة المعلا ضبطت قاطرة محملة بمعونات تركية خرجت من داخل ميناء المعلا وكانت في طريقها إلى مخازن أحد التجار.

ورجحت مصادر أمنية، بحسب الصحيفة، أن تكون هناك شحنات أخرى سبق وأن نجحت إجراءات تهريبها، وذلك لكون شحنة الإغاثة التركية لا تزال موجودة في الميناء، دون أن تبدأ السلطات المحلية إجراءات توزيعها على المواطنين.

وقال مسؤول أمني إن القاطرة ضبطت وهي على وشك تفريغ حمولتها بمخازن أحد التجار، موضحا في الوقت نفسه نقلا عن مصدر في ميناء المعلا أن المعونات التركية التي وصلت إلى عدن حجزت بعد الادعاء أنها منتهية الصلاحية قبل أن يتم بيعها للتجار لاحقا.

وأشيع على نطاق واسع أن تركيا قدمت لعدن معونات غذائية منتهية الصلاحية، وافتعلت القوات الموالية للإمارات المسيطرة على ميناء عدن مشاكل لطاقم السفينة الإغاثية التركية ومنعت دخولهم إلى المدينة، وعرقلت تفريغ المساعدات، قبل أن تتوسط السعودية لدى الإمارات، ليتضح لاحقا أن كل تلك الادعاءات زائفة بهدف السطو على المعونات وبيعها.

من جانبه علق رئيس تحرير عدن الغد، فتحي بن لزرق الذي كان من أكثر المهاجمين لتركيا بعد ما أشيع عن إرسالها مواد غذائية فاسدة، على الموضوع مقدما اعتذاره لتركيا عما بدر منه موضحا حقيقة الأمر.

وقال بن لزرق في تدوينة له عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "فاكرين قصة المعونات التركية الفاسدة قبل أسابيع. أكيد تتذكروها وقصة أن تركيا أرسلت معونات غذائية فاسدة لتسميم الناس في عدن".

وأضاف قائلا: "يومها هللنا وكبرنا ولعنّا تركيا على اللي خلفوها بسبب ذلك وكان أول اللاعنين كاتب هذه السطور. اليوم الأربعاء اتضحت الحقيقة المرّة وليتها لم تتضح، ليتهم تركونا على عمانا".

وأكد بن لزرق على أن المعونات التركية ليست فاسدة، "وتركيا لم ترسل أي شيء فاسد، القصة المؤلمة أننا وقعنا جميعا ضحية عملية تضليل استخباراتية محكمة".

وتابع قائلا: "اتضح اليوم أن الأختام التي ختمت بها علب الطماطم مزورة، وأن الجهة التي زورت الأختام خزنت المعونات داخل مخازن الميناء لتقوم قبل أيام بإخراجها وبيعها للتجار…لعنتي عليهم".

وأوضح أنه "عصر الأربعاء تم ضبط قاطرة محملة بالمعونات التركية لحظة وصولها مخازن أحد التجار بالمعلا، وتم مباشرة التحقيق في الواقعة".

واختتم قائلا: "لا أخجل أن أعتذر عن منشوري السابق الذي لعنت فيه تركيا والحكومة التركية بسبب ما أشيع يومها بأن المعونات منتهية الصلاحية..حسبنا الله ونعم الوكيل في هؤلاء".

وكانت حراسة ميناء المعلا التابعة لمدير شرطة عدن، شلال شائع، المدعوم إماراتيا، منعت في العشرين من الشهر الماضي وفدا إغاثيا تركيا قدم على متن سفينة تحمل مواد ومساعدات إنسانية من الرسو وتفريغ حمولتها في الميناء، ليجري بعد ذلك بأيام الإعلان بأن هذه المعونات فاسدة ومنتهية الصلاحية، بحسب "الشرق".

يشار إلى أن مصادر مطلعة في عدن، صرحت في يوليو الماضي بأن الإمارات "لعبت دورا كبيرا في احتجاز المساعدات التركية داخل أرصفة الحاويات في ميناء المعلا، ومنع وصول مسؤولين حكوميين لاستقبال الوفد التركي المرافق لها، حيث شوهدت قوات إماراتية في الميناء صبيحة يوم وصول المساعدات".

وفي منشور آخر لرئيس تحرير عدن الغد، كشف بن لزرق عن تعمد القوات الأمنية الموالية للإمارات إهانة وإذلال الموظفين الأتراك على ظهر السفينة، موضحا أن مسؤولي الميناء تعمدوا ترك المواد الغذائية في الشمس لأكثر من أسبوعين حتى تفسد.

وقال في تدوينته عبر حسابه في فيسبوك: "الشيء الذي يحضرني هذه اللحظة قصة رواها لي أحد عمال الشحن والتفريغ بميناء المعلا لحظة وصول المعونات التركية".

ونقل بن لزرق شهادة أحد الموظفين في الميناء الذي قال: "عاملوا الموظفين الأتراك بكل إذلال ومهانة، أخرجوا السلال الغذائية وتركوها لأكثر من أسبوعين وسط الحر والشمس..أذلوا طاقم السفينة أيما إذلال".

وأضاف: "خرج أحد الموظفين الأتراك في وجه بعض الجنود الذين كانوا يصورونهم وهم يشتمونهم يصيح بلغة عربية مكسرة: "لماذا تهينوننا ونحن قدمنا لمساعدتكم؟ هل أنتم بعقولكم؟".

وتابع بن لزرق قائلا: "رفضت يومها تصديق الرواية على اعتبار أن الأتراك قتلة وأشرار واستقدموا معونات فاسدة ويريدون قتلنا…تذكرتها الليلة وتمنيت لو أنني أصل إلى طاقم السفينة التركية لأحمل لهم اعتذارنا البالغ والشديد وبكل خجل".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!