ترك برس
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن هناك تنافس بين تركيا والإمارات العربية المتحدة من أجل تعزيز الحضور العسكري في الصومال الذي يقع على بعض مسالك التجارة الكبرى في العالم، حيث تريان فرصًا لبناء موانئ بحرية وغيرها من البنية التحتية الخاصة بالنقل.
ورأى الصحيفة، في تقرير لها، أنه "بإقامتها لمعسكر في الصومال تدعم تركيا علاقاتها بالبلد الشرق أفريقي وفي الآن نفسه تبحث عن امتداد لها بالقارة الأفريقية خاصة أنها تعيش حالة تراجع استراتيجي وارتباكا في سياساتها منذ انقلاب يوليو 2016".
وأشار التقرير إلى أن بناء هذه المنشأة استغرق قرابة عامين وينتظر أن تدخلها قوات تركية هذا الشهر، ويأتي قدوم هذه القوات بعد فترة وجيزة من نشر قوات تركية في قاعدة أكبر في قطر.
وأضاف: "بينما تشغّل أنقرة مرافق عسكرية شمال العراق منذ فترة، فإن القاعدتين القطرية والصومالية هما المنشأتان العسكريتان الأوليان التابعتان لتركيا تستضيفهما دول حليفة. وفي سعي تركيا إلى خدمة مصالحها في المنطقة من المؤكد بأنها ستصطدم ببلدان لها طموح مشابه خاصة القوى الإقليمية الكبرى ذات الدور القيادي بالعالم".
وبحسب التقرير، "ستهتم المنشأة الموجودة في مقديشو أساسا بالتدريب العسكري وتدريب الجنود الصوماليين بالخصوص، خلافا للقاعدة القطرية، ولا تشمل الخطط الحالية نشر فرقة تركية قادرة على إنجاز مهمات عسكرية. وبدلا من ذلك سيتولى حوالي 200 جندي تركي تدريب عشرة آلاف من جنود الجيش الوطني".
واعتبر أن العلاقات الراسخة بين أنقرة ومقديشو ليست مبنية فقط على الأعمال الخيرية من قبل الجانب التركي، صحيح أن منظمات الإغاثة التركية ومستشفى تركي في مقديشو والفرص التعليمية الممنوحة للمدنيين الصوماليين منحت تركيا مكانة بارزة في مقديشو، لكن العلاقة التركية الصومالية لها صلة وثيقة بالمصالح الاقتصادية للشركات التركية التي تسعى إلى تطوير وإدارة بنية تحتية في الصومال.
مثلا تدير شركة البيرك التركية ميناء مقديشو وقدمت شركات تركية عروضا لفعل الشيء نفسه في مدينة كيسمايو الواقعة جنوب البلاد، وفق التقرير.
الصحيفة، أشارت إلى أن "تركيا لا تعدّ البلد الوحيد الساعي إلى بناء هذا النوع من العلاقة مع الصومال، إذ نجد أن الإمارات العربية المتحدة تسعى إلى الحصول على العقود نفسها، غير أن الإمارات لها دور مختلف إذ أنها على قدر من الوعي ببراغاماتية أنقرة ومحاولتها التوسع الاستراتيجي على حساب الأمن العربي وحتى الأفريقي".
واستدركت: "لذلك تنجح الإمارات في ردع الطموح التركي خاصة بعد أن تعهدت والسعودية بحماية العالم العربي من كل أشكال التطرف وما يترجمه مقاطعتها لقطر حليفة تركيا وتوجيهها لتهم دعم الإرهاب بالعالم"، على حد زعمها.
وتابع التقرير: "كما تعي كل من تركيا والإمارات العربية المتحدة بأن الصومال يقع على بعض مسالك التجارة الكبرى في العالم وتريان فرصًا لبناء موانئ بحرية وغيرها من البنية التحتية الخاصة بالنقل. وهذه العوامل إضافة إلى حاجة الحكومة الصومالية للمساعدة الخارجية تجعل الصومال هدفا منطقيا للتطوير العلاقات مع الإمارات الرائدة اقتصاديا".
مثلا تدير شركة “اس. كي. آي. آير اند لوجيستيكس” الإماراتية مطار مقديشو، وتنافست الشركات الإماراتية على تطوير المطار في كيسمايو. في الواقع سبقت الإمارات تركيا في هذا المجال وتشغّل منشأة تدريب عسكري في مقديشو منذ سنة 2015.
وقالت الصحيفة إن "القوات التي دربتها الإمارات تعتبر بعضا من القوات الأكثر وثوقا والأحسن تدريبا في الجيش النظامي الوطني الصومالي، وهذا يفسر سبب تكليفها بمهمة الحفاظ على أمن مدينة مقديشو قبل عدة أشهر".
واعتبرت أن "التنافس بين تركيا والإمارات العربية المتحدة لا يقتصر على الصومال، إذ أنّ نش تركيا لحوالي 250 جندي وثلاثين سيارة مدرعة وقطع مدفعية في قطر يندرج في إطار الأزمة الإقليمية المتعلقة بمجلس التعاون الخليجي".
وبحسب التقرير، فإن "تركيا التي تتنافس مع هذه الدول الخليجية للحصول على موقع مهيمن في المنطقة لم تساند قطر بإرسال جنودها وعتادها العسكري فحسب، بل وكذلك عن طريق الدعم الاقتصادي أثناء المقاطعة التجارية الذي تفرضه البعض من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي".
وأردفت الصحيفة أنه "عند قراءة آليات تطوير تركيا والإمارات العربية المتحدة لعلاقاتهما العسكرية والاقتصادية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشرق أفريقيا، من المرجح أن تزداد حدة التنافس العسكري والاقتصادي بينهما".
وختمت تقريرها بالقول إنه "في المدى القصير ستوفر القوات الأمنية التي ساهمت الإمارات في إنشائها بتحقيق الاستقرار في الصومال وستكون بمثابة حصن أمني يقي البلاد والبلدان المحيطة بها المؤامرات الدولية من الجانب التركي أو الفارسي على حد سواء"، وفق تعبيرها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!