نيكولاي ليتوفكين - موقع روسيا وراء العناوين - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن الكرملين فى 12 أيلول/ سبتمبر الحالي أنه قد اختتم واحدة من أكبر المفاوضات مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لتوريد منظومة الدفاع الصاروخي إس 400 إلى تركيا التي أصبحت الآن الدولة الثانية في التحالف العسكري الغربي التي تحصل على نظام روسي مضاد للصواريخ الباليستية.
وقال فلاديمير كوزين، مستشار الرئيس الروسي بوتين للتعاون التقني والعسكري، لوكالة تاس الحكومية: "وقع الاتفاق، ويجري إعداده للتنفيذ. وكما تعلمون، فإن منظومة S-400 هي واحدة من أكثر الأنظمة تعقيدا، حيث تتكون من مجموعة كبيرة من المكونات الفنية، لذلك هناك عدد قليل جدا من الفروق الدقيقة".
وأضاف كوزين "أود أن أشير إلى عامل مهم واحد: هناك قائمة انتظار من المشترين المحتملين حريصة على الحصول على هذا النظام، تضم بعض دول جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وبعض دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري مدعوم من روسيا. وقد وضعت هذه الطلبات بالفعل عبئا ثقيلا على مصنعي الأسلحة. مشيرا إلى أن موعد تسليم المنظومة إلى تركيا ليس واضحا بعد.
لماذا ترغب الجيوش في شراء منظومة الدفاع الصاروخية الروسية إس 400
في بداية القرن الحادي والعشرين، أنتجت روسيا صواريخ مضادة للطائرات، أطلقت عليها اسم إس 400 تريوموف، أو كما تطلق عليه دول حلف الناتو "الهادر".
سرعان ما أصبحت منظومة الدفاع الصاروخية الروسية الحديثة إس 400، منظومة من العيار الثقيل بين الأنظمة المضادة للصواريخ البالستية في العالم، نظرا قدرتها على الكشف عن صواريخ العدو والطائرات والقاذفات والمروحيات، أي جميع أنظمة الهجوم الجوي على مسافات تصل إلى 360 ميلا.
لم يكن هذا النظام المعتمد على الرادار "أحادي الاتجاه" مثل بعض الأنظمة الصاروخية الأخرى، ولكنه يسمح بالكشف عن كل "الأهداف الجوية الطائرة " القادمة أو المغادرة من دائرة قطرها 360 ميل.
وكانت هذه هي السمة الرئيسية التي ميزت المنظومة الروسية عن غيرها من الأنظمة، حيث إن أقرب منافس لها إم آي إم باتريوت الأمريكي تحدد الأهداف على مسافة 110 ميل فقط للرؤية من اتجاه واحد.
بمقدور النظامين الروسي والأمريكي تدمير جميع الأهداف الجوية الحديثة والممكنة، ولكن النظام الروسي "الهادر" يبدأ القيام بذلك من مسافة 240 ميل، ولذلك لا تستطيع الطائرات والقاذفات الحالية ولا حتى الجيل الخامس من الطائرات المقاتلة أن تمر دون أن تكشفها منظومة الهادر.
هاتان السمتان كانتا السبب الرئيس الذي دفع كلا من الصين والهند وتركيا على التوالي لطلب الحصول على نظام الحماية الشهير الذي تبلغ قيمته قرابة 500 مليون دولار لقسم واحد (ثمانية آلات إطلاق بالإضافة إلى وحدات دعم).
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس