ترك برس
ألمح محلل سياسي كردي من إقليم شمال العراق إلى أن أربيل تأمل بمساعدة روسيا من أجل تصدير النفط عبر الأراضي السورية في حال قررت تركيا إغلاق الأنابيب القادمة من الإقليم بالكامل على خلفية الاستفتاء الأخير.
ونقلت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" الروسية، عن المحلل "رمضان كريم"، قوله إن العراق وتركيا وإيران تُغلق مجالها الجوي وحدودها أمام الإقليم وهذا يعني "حصارًا تامًا" من شأنه أن يحول دون تصدير النفط عبر تركيا.
وردّا على سؤال "كيف ستعوض تركيا نفط كردستان؟"، قال المحلل إنه كان لدى تركيا علاقات نفطية مع ليبيا وسوريا. بيد أن هذه العلاقات لم تمنعها من الوقوف ضد القذافي والأسد، حسبما أوردت وكالة "روسيا اليوم".
وأضاف كريم أن "المسألة الرئيسة لتركيا الآن هي معاقبة الكرد. ونحن لدينا بديل، حيث يمكننا تصدير النفط عبر كردستان سوريا، التي توصلنا مباشرة إلى البحر الأبيض المتوسط؟".
وعن كيفية تحقيق ذلك، قال المحلل: "هنا نأمل بمساعدة أصدقائنا في روسيا. لقد استثمرت روسيا في كردستان العراق أربعة مليارات دولار. أي إن هناك ما ستفقده.
كما أن شركة "روس نفط" وقعت قبل مدة مع كردستان صفقة بقيمة مليار دولار لمد أنبوب غاز عبر تركيا إلى أوروبا. لذلك فإن الدولة الوحيدة في العالم، التي تعلِّق بتحفظ على الاستفتاء هي روسيا، ونحن ممتنون لها لهذا الموقف".
من جهة أخرى، قال كريم إن "تركيا وإيران ستتدخلان في الحرب بين كردستان المستقلة والعراق، فقد وصف رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي إجراء الاستفتاء بأنه إعلان حرب.
كما وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باتخاذ تدابير صارمة جدا. يتغير شكل الشرق الأوسط المثبت عام 1916، ولكن الكرد لن يتراجعوا، حتى لو كانت الحرب تهددنا"، على حد قوله.
في سياق متصل، أشار تقرير لإذاعة مونت كارلو الدولية، إلى أنه "لئن كان رجب طيب أردوغان قادرا من حيث المبدأ على منع تصدير النفط الآتي من كردستان العراق والذي يصل إلى ميناء جيهان التركي، فإنه من الصعب جدا تنفيذ هذا القرار لعدة اعتبارات".
وأضاف التقرير أن من أهم تلك الاعتبارات "أن تركيا تحصل على أموال من كل برميل نفط يمر عبر أراضيها من إقليم كردستان العراق. زد على ذلك أن أموال نفط كردستان تُودع في تركيا قبل أن تذهب إلى أربيل".
وبحسب التقرير، فإن من الاعتبارات أيضًا أن "عددا من رجال المال والأعمال الأتراك المقربين من الرئيس التركي ربطوا خلال السنوات الأخيرة علاقات قوية مع نظرائهم المقربين من رئيس إقليم كردستان العراق. بل بلغ هذا التعاون الاقتصادي والتجاري بين تركيا وإقليم كردستان العراق حد منح الإقليم قروضا من قِبَل الدولة التركية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!