كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
ينشر زملاؤنا الصحفيون الذين توجهوا من تركيا إلى الإقليم الكردي في العراق لمتابعة تطورات الاستفتاء رسائل "مصالحة" صادرة عن حكومة بارزاني عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لا بد أن بارزاني يأمل من خلال هذه الرسائل بتهدئة غضب تركيا، حتى أن أخبارًا وردت عن سعي حكومة الإقليم للحصول على موعد للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل تسريع المصالحة. لكن هل تفلح حكومة بارزاني في تهدئة غضب أنقرة؟
أهم نتيجة تمخض عنها الاستفتاء هي فقدان بارزاني صداقة ودعم تركيا. ويبدو أن من الصعب على الإقليم استعادة المستوى السابق لعلاقاته مع تركيا من خلال التأكيد على أنه لا يعتزم إعلان الاستقلال.
لأن أنقرة كانت تعتقد أو تأمل حتى الأمس أن يكون بارزاني مختلفًا عن البقية. لكن هذه المغامرة الأخيرة كشفت أنه، كحزب العمال الكردستاني، ليس أكثر من دمية بيد القوى الأجنبية الساعية إلى جر المنطقة إلى دوامة من الاقتتال لا تنتهي.
لم يعد لبارزاني قيمة في نظر الدولة والشعب التركيين بعد أن رفع أعلام إسرائيل في الاستفتاء، وكأنه يفعل ذلك نكاية في تركيا. ولن يمكن للإقليم أن يعكس هذا الوضع من خلال رفع الأعلام التركية في أزقة أربيل.
قد تتخذ أنقرة تدابير ضد شمال العراق أو لا، وقد تقوم بتدخل عنيف أو لا، لكن بمعزل عن ذلك فإن الشارع التركي شهد تغيرًا جذريًّا في الموقف من بارزاني بعد الاستفتاء. وأي "رسالة مصالحة" من بارزاني لا يمكنها أن تعيد الوضع إلى سابق عهده. فرئيس الإقليم الكردي لم يعد يختلف عن حزب العمال الكردستاني بالنسبة للإعلام والشارع التركيين.
ألم تتوقع حكومة بارزاني أن تصل العلاقات إلى عتبة الانقطاع؟ على الأغلب اعتقدت أن أردوغان ويلدريم سيدليان بتصريحات غاضبة ثم يلتزمان الصمت، وبعد ذلك تعود العلاقات إلى سابق عهدها. لم تكن بالتأكيد تتوقع أن تصل الأمور إلى هذا الحد، وكانت تعتقد أن أردوغان لن يبدي رد فعل قوي بالنظر إلى عدد من العوامل منها الأوضاع الداخلية في تركيا والانتخابات والناخبين الأكراد.
أركن بارزاني ظهره إلى إسرائيل والبنتاغون واللوبي الصهيوني العالمي، وعمل مقاولًا في مشروع مناهض لتركيا، وهذا ما لا يمكن أن تغفره أنقرة. ولهذا من غير الممكن حدوث تطبيع للعلاقات على المدى القريب.
أطلق بارزاني مرحلة جديدة من الاقتتال والفوضى في المنطقة عبر "استفتاء الانفصال". ومن المحتمل أن تكون عاقبة بارزاني على غرار الأسد، ولسوف تلحق به أضرار أكبر مما تتعرض له تركيا.
أصبحت تركيا دولة "صانعة ألعاب" في المنطقة، والدول القوية كروسيا وإيران تريان هذه الحقيقة وتعملان بالتنسيق مع تركيا. زيارة بوتين الأخيرة لأنقرة تتمتع بأهمية تاريخية، وتشير إلى زيادة ثقل تركيا في العراق وسوريا.
سترى حكومة بارزاني أن المخططات التي لا تقيم وزنًا لتركيا، بل تستهدفها، ستبوء بالفشل، ولسوف تدرك خطأها عاجلًا أم آجلًا. لكن عندها ستعلم بمرارة أن تركيا لم تعد صديقة لها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس