ناغيهان آلتشي – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
في أواخر العام الماضي أوقفت السلطات التركية الراهب الأمريكي أندرو برونسون، المحبوس بتهمة الانتماء إلى تنظيم "فتح الله غولن". وما زال الراهب يحتل مكانة هامة على أجندة تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.
خلال القمة التي عقداها في شهر مايو/ أيار الماضي، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسه من نظيره التركي رجب طيب أردوغان تسليم الراهب إلى بلاده.
وفي المباحثات الثنائية التي أجرياها على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كرر ترامب طلبه تسليم الراهب.
وفي كل مرة، يشير أردوغان إل فتح الله غولن. وفي خطاب ألقاه قبل عدة أيام قال الرئيس التركي: "يريدون منا تسليمهم الراهب. عندهم أيضًا راهب مطلوب لنا. وأنا أقول سلمونا إياه حتى نحاكمه".
عندما سُئلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت عن هذا التصريح، استبعدت احتمال حدوث عملية مبادلة بين البلدين، وقالت: "لا أعتقد أنه من الممكن عمل شيء من هذا القبيل".
لكن من هو الراهب أندرو برونسون، الذي يتردد ذكره باستمرار على طاولة المباحثات بين زعيمي البلدين؟ هل تصر واشنطن على إعادته إليها لأنه عميل أمريكي على حد زعم بعض الأوساط؟ أم أن هناك أسباب أخرى تكمن وراء هذا الإصرار؟
ليس لدي فكرة عن تفاصيل الاتهامات الموجهة إلى الراهب بشأن انتمائه إلى تنظيم "فتح الله غولن"، بيد أن محاكمته ما تزال مستمرة.
ومن جهة أخرى، هناك سبب آخر يبدو وراء اهتمام إدارة ترامب بتسليم الراهب، أكثر من الشائعات حول كونه عميل لأمريكا. وهذا السبب هو أن برونسون هو رجل دين إنجيلي.
حصل ترامب على دعم كبير من الإنجيليين. الأصوات التي حصل عليها ترامب من عموم البروتستانت تجاوزت نسبتها 80 في المئة.
حتى أن مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، وهو في نفس الوقت من الطائفة الإنجيلية، بذل جهودًا كبيرة من أجل تسليم أندرو برونسون إلى بلاده.
وباختصار، لست أدري فيما إذا كان الراهب الأمريكي عميلًا أم لا، لكن هناك ناحية معقولة للغاية وبعيدة عن نظرية المؤامرة في الاهتمام الذي يحظى به برونسون في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الحسابات السياسية...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس