ترك برس
رأى أكاديمي ومحلل سياسي تركي، أن تدفق الأحداث ومبادرات أنقرة الدبلوماسية تُشير إلى أن الساسة الأتراك يحاولون إبقاء إيران وروسيا على الجانب التركي في سوريا والعراق.
وقال "ميتات سيليكبالا"، عضو هيئة التدريس في قسم العلاقات الدولية بجامعة "قادر هاس" بإسطنبول، إن الوضع في سوريا وفي شمال العراق يعدّ حاليا أهم القضايا الأمنية للسياسة الخارجية التركية.
وأضاف: "ليس فقط بسبب عواقبها المباشرة على العلاقات الدبلوماسية والأمنية لأنقرة مع الغرب وروسيا، ولكن أيضا بسبب آثارها على الموقف الإقليمي التركي وكذلك التطورات المحلية".
وأوضح، في تقرير نشرته وكالة الأناضول الرسمية، أن روسيا وتركيا تعملان جنبا إلى جنب مع إيران، على إنشاء مناطق لتخفيف التوتر في سوريا. ويقال إن هذه المناطق ساعدت على الحد من القتال.
وتواجه الحكومة التركية قائمة طويلة من المشاكل المتعلقة بسوريا، مثل عودة ظهور التنظيمات الإرهابية مثل "بي واي دي" التابعة لـ (بي كي كي) كطرف فاعل، ووجود جماعات منبثقة عن تنظيم القاعدة على الحدود التركية.
ومن المشاكل أيضًا، مستقبل المناطق السنية بعد هزيم تنظيم "داعش"، ووضع اللاجئين، ومستقبل المعارضة التي تدعمها أنقرة في سوريا، وفق رأي الأكاديمي التركي.
ومن بين الأولويات القلق المباشر من جانب تركيا حيال الدعم العسكري والدبلوماسي والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة وروسيا لـ (بي واي دي) و(بي كي كي) منذ بداية الأزمة السورية.
ومنذ التقارب التركي الروسي، كانت السلطات التركية أكثر صراحة في شكواها حول قيام الولايات المتحدة بتقديم أسلحة وذخائر إلى (بي كي كي) وأذرعه في سوريا. وتؤكد السلطات الآن أن روسيا تفهم بشكل أفضل حساسية أنقرة فيما يتعلق بهذه القضية، وتوقفت عن تقديم الدعم العسكري لمثل تلك الجماعات.
ويشعر صناع القرار في تركيا أنهم بحاجة إلى دعم روسي لإجبار الولايات المتحدة على تغيير موقفها تجاه دعم "بي واي دي" في سوريا. ويشير تدفق الأحداث ومبادرات أنقرة الدبلوماسية إلى أن المسؤولين الأتراك يحاولون إبقاء إيران وروسيا على الجانب التركي في سوريا.
وعموما، فإن هذه الشبكة المعقدة من العلاقات تثبت اختبارا صعبا للسياسة الخارجية التركية، وتدفعها إلى تحديث سياساتها باستمرار وفقا للظروف المتغيرة باستمرار، وفق الكاتب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!