مراد كيلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
حذّر "أليكساندر دوغين" أحد مرشدي الرئيس الروسي "بوتين" تركيا خلال مقابلته الصحفية الأخيرة قائلاً: "سوف تتعرضون للهجمات باستمرار بسبب اتباعكم سياسة مستقلة، لا شك في أنهم سيستغلون كافة العلاقات الاقتصادية في هذا الصدد، العقوبات الاقتصادية ستكون حاضرة على جدول الأعمال، لذلك يجب عليكم اتباع خطة بديلة من أجل إنقاذ اقتصاد تركيا".
استخدم دوغين الذي أعلم تركيا بانقلاب 15 تموز/يوليو قبل وقوعه هذه العبارات رداً على سؤال "هل يجب توقع مبادرة جديدة خلال المراحل القادمة؟".
أي إن القوى التي لم تتمكن من احتلال تركيا باستخدام الدبابات والمدافع ستسعى إلى إخضاع تركيا باللعب على وتر العقوبات الاقتصادية. هناك علامات تدل على ذلك أيضاً، إذ يمكن لأي شخص ينظر إلى اللوحة التي يراها دوغين من الأعلى قليلاً كي يلاحظ هذه العلامات بكل وضوح.
على سبيل المثال، تمثل أزمة قطر إحدى هذه العلامات، كذلك التطورات التي وقعت في السعودية والتحالفات التي تشكلت في الخليج العربي تشكل جزءاً من هذه العلامات، فضلاُ عن التقلبات الافتراضية للصرافة والعملة.
الهدف من كل ذلك هو تأسيس نظام اقتصادي يربط تركيا بصندوق النقد الدولي مرةً أخرى.
أما بالنسبة إلى عبارة "ستأتي العقوبات الاقتصادية إلى جدول الأعمال" فإنها تشير إلى دور أمريكا في محاولة الانقلاب المدني في 17/25 ديسمبر/كانون الأول.
وأنا على قناعة بأن توقع مثل هذه المبادرة باللجوء إلى حجة خرق العقوبات الاقتصادية المطبقة على إيران لن يكون نظرية مبالغة فيها على الإطلاق.
إذاً هل ستكون هذه العملية ذات مصادر خارجية فقط؟.. بالطبع لا... رأينا أن هناك محبين عديدين لـ "جورج سوروس" -مضارب مالي ورجل أعمال ليبيرالي هنغاري ويهودي الأصل- في الداخل أيضاً.
يجب أن لا ننسى وجود اليد السياسية أيضاً لهذه العملية في الداخل التركي، وذلك بقيادة زعيم حزب الشعب الجمهوري "كمال كليجدار أوغلو" وفريقه.
بعد إدراك حزب الشعب الجمهوري لعدم إمكانية إنهاك حكومة حزب العدالة والتنمية من خلال الخدمات والاستثمارات سيبني "الشعب الجمهوري" حججه السياسية بأكملها خلال الأيام القادمة بناء على تهمة "دولة تُدار بحكم ديكتاتوري"
أي أن تهوّر "بولنت تيزجان" الذي شتم الرئيس التركي لم يكن تهوراً لحظياً، إنما كان شرارة لإشعال حملة مخطط لها من قبل. سنرى خلال المراحل القادمة أن حزب الشعب الجمهوري يسعى إلى اتخاذ خطوات ستؤدي إلى تقييد تركيا في الساحة الدولية.
في هذه الأوضاع يجب على القوى الوطنية في تركيا معرفة وإدراك هذه اللعبة والتمركز وفقاً لذلك. ستحتاج تركيا لروح ملحمة 15 يوليو/تموز خلال دخولها إلى سنة الـ 2019 أكثر من السابق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس