مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
شهدت ساحة السياسة الخارجية في الأسبوع الأخير تطورين في غاية الأهمية. الأول هو إعفاء الولايات المتحدة تركيا من العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. أما الثاني فهو رصد واشنطن مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تقود إلى ثلاثة قياديين في تنظيم "بي كي كي"..
لنلقي نظرة متعمقة الآن على هذين التطورين.
أعفت الولايات المتحدة كلًّا من تركيا والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وإيطاليا واليونان وتايوان وأفغانستان من العقوبات على إيران، ما أتاح إمكانية شراء النفط أمام البلدان المذكورة من طهران لمدة 180 يومًا.
وجود تركيا في مصاف هذه البلدان التسعة جاء نتيجة السياسات المستقلة التي اتبعتها أنقرة. وعلى الرغم من أن مدة الإعفاء محدودة إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن موقف بلاده بوضوح، فقال:
"لا نعتبر العقوبات صائبة. هذه خطوات تم الإقدام عليها بهدف زعزعة التوازن في العالم. لن نلتزم بها بأي حال من الأحوال".
أما قرار الإدارة الأمريكية بخصوص قادة "بي كي كي" الثلاثة، فهو ينطوي على "خبث" يستطيع رؤيته حتى من لا يفقهون شيئًا من أمور السياسة!
ترى الولايات المتحدة عزم تركيا على الأخص في مسألة تطهير شرق الفرات من الإرهاب، وتحاول أن تضع لنفسها درعًا دفاعيًّا قبل أن تقوم تركيا بعملية محتملة.
فواشنطن تعلم أكثر منا أن وحدات حماية الشعب/ حزب الاتحاد الديمقراطي يخضعان لسيطرة قيادات "بي كي كي" في جبل قنديل..
ولا يمكن التفكير بأن تأخر إجراء الدوريات المشتركة، الذي كان من المنتظر بدؤه خلال تسعين يومًا في منبج، جاء بمعزل عن هذا القرار الأخير.
وبالنتيجة، فإن من لا يغمض عينيه عند النظر إلى هذا المشهد، يمكنه أن يرى بكل وضوح مصارعة بالأذرع تدور بين تركيا والولايات المتحدة على الساحة. وعلاوة على ذلك فإن هذا النزال مستمر منذ أكثر من شهرين.
بطبيعة الحال، يتبادر إلى الأذهان في هذا الخصوص السؤال التالي: "من سيكسب هذا النزال؟"..
في الواقع، لا أعتقد أن هذا النزال سوف ينتهي على المدى القصير.. لكن يمكنني القول إن التفوق النفسي بحوزة تركيا من خلال السياسات متعددة الجوانب، التي تتبعها أنقرة في الآونة الأخيرة.
وكلي أمل بأن النصر سيكون حليف الشعب التركي!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس