ترك برس
رأى الكاتب والباحث في العلاقات الدولية الدكتور باسل الحاج جاسم، إن من الصعب التحديد بدقة إذا ما كان هناك توافق تركي روسي على كل ما تقوم به روسيا في سوريا سواء عسكرياً أو سياسياً، لكن المؤكد أن هناك توافق في شق ما.
وأشار الحاج جاسم، في خلال حديثه لوكالة "أنا برس"، إلى أن روسيا أيضا كما واشنطن والأوربيين أدركت نقطة الوجع التركي، وهي ورقة الإرهاب الانفصالي، فهي استخدمتها خلال الثمَان أشهر على خلفية إسقاط تركيا الطائرة الروسية التي قالت إنها اخترقت أجواءها.
ويشير الكاتب والإعلامي إلى أنه لو لاحظنا الاعتراض التركي بعد موافقة مبدئية حول مؤتمر سوتشي، بسبب طبيعة المشاركين، لذلك من غير المستبعد تحريك موسكو أوراق ضد حلفاء تركيا داخل سوريا..
وتزامن ذلك مع زيارة الرئيس التركي لروسيا ولقائه نظيره الروسي، كنوع من أنواع الضغط على أنقرة، ليس لإجبارها على الرضوخ لكل ما تريده موسكو في سوريا، وإنما لأخذ أوراق أخرى منها في أماكن أخرى داخل سوريا وربما خارجها
واستطرد: إذا كان دعم موسكو للورقة الانفصالية مفهوماً خلال أزمتها مع تركيا، ولكن الشيء الغير واضح اليوم عدم تخليها عنها تماماً، وفي الوقت الذي أعلن فيه بوتين خلال لقاء أردوغان الاثنين أن علاقات البلدين عادت مثلما كانت قبل الأزمة، إلا إذا كان ذلك الاستخدام مرحلياً، أو لعدَم تركها كاملة لواشنطن تحركها ضد الكل كلما ما كانت الظروف ملائمة.
وفيما يخص إدلب، قال الحاج جاسم، من المبكر الحديث عن أي مقايضة فيما يخص إدلب، فأمرها يحتاج إلى مراحل، المرحلة الأولى الواضح أنها كانت بانتشار قوات تركية في مواقع محددة كنقاطِ مراقبة، فالخارطة في الشمال السوري يسودها الكثير من الضبابية ولاسيما مع بدء زوال ما يسمى داعش وبدء مراحل أخرى أو معاركَ مؤجلة.
عفرين بالنسبة لتركيا كما يعتقد الحاج جاسم، "لا تشكل هذا الخطر الكبير بحسب ما يصوره البعض، فلَدى أنقرة من القوة العسكرية ما يجعلها قادرة على تحييد أي خطر يأتيها من هذه النقطة وحتى دون التوغل عسكريا فيها.
لكن علينا أن ننظر للخارِطة السورية بشكل أوسع وأين يتقاطع فيهما المَشروعان الأميركي والروسي وأين يتضاربان، وأين لتركيا مصلحة مشتركة مع الطرفين السوريين نظام ومعارضة".
من جهته، يرى رئيس الأمانة العامة لإعلان دمشق والمعارض وعضو الائتلاف السابق سمير نشار، أن التحفظ التركي الأساسي على مؤتمر سوتشي للحوار السوري هو يتلخص برفض أي حضور أو مشاركة لقوّات الاتحاد الديمقراطي المتمثّلة بالـ "بي واي دي" والتي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
وأضاف نشار أن "أي مؤتمر لا تشارك به قوات الـ "بي واي دي" لا أعتقد أن تركيا سيكون لديها تحفظات جدية عليه".
وحول ما إذا كانت هناك صفقات قد تمت بين بوتين وأردوغان وخاصة فيما يتعلق بإدلب وعفرين، يعتقد نشار أنه ربما قد تمت هكذا صفقة ولكن كان يفترض أولا أن تفرض تركيا سيطرتها على إدلب بعد القضاء على هيئة تحرير الشام.
واستدرك: "هذا مالم تستطع تركيا تحقيقه ولم تستطع الدخول إلى إدلب إلا بالتنسيق والتفاهم مع الهيئة وضمن شروط محددة، أظن هذا أحد أهم المواضيع الهامة التي كانت على جدول أعمال الاجتماع".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!