ترك برس
أكّدت الولايات المتحدة الأمريكية مباركتها لاتفاق سري بين الميليشيات الكردية وتنظيم "داعش" بخصوص ترك عناصر الأخير محافظة الرقة شمالي سوريا، الأمر الذي ندّدت به الحكومة التركية.
الاتفاق المذكور، توصل إليه "داعش" وميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (بي واي دي)، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأعلنت واشنطن يوم الإثنين الماضي علمها به، ومباركتها له.
وذكر بيان لوزارة الخارجية التركية أن "الاتفاق يعتبر نموذجًا جديدًا على اتجاه التنظيمات الإرهابية للتعاون مع بعضها عاجلًا أم آجلًا، في ظل تعاون دول مع تنظيم إرهابي لمحاربة آخر".
التعاون الذي يتحدث عنه بيان الوزارة التركية، هو الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة الأمريكية، لتنظيم "بي واي دي" (ذراع حزب العمال الكردستاني "بي كي كي")، بدعوى محاربة "داعش".
ويرى خبراء أتراك، أن الولايات المتحدة الأمريكية يمكن لها أن تستغل تنظيم "داعش" الإرهابي من وقت لآخر بهدف إضعاف منافسيها في المنطقة.
الخبير في المركز التركي للأبحاث الاستراتيجية في شؤون الشرق الأوسط (أورسام)، أويتون أورهان، يُشير إلى وجود منافسة بين النظام السوري من جهة وتنظيم "بي واي دي/بي كي كي" المدعومة أمريكيا من جهة ثانية، للسيطرة على المناطق النفطية شرقي سوريا، وعلى الحدود السورية مع العراق.
وقال أورهان: "أعتقد أن أمريكا وبي واي دي/ بي كي كي، تأملان أن يواجه النظام السوري المدعوم من قبل إيران المزيد من المشاكل في دير الزور، عبر توجيه المنظمة قواتها الموجودة في الرقة إلى دير الزور".
وأضاف، في مقابلة مع وكالة الأنباء التركية (الأناضول)، "يمكن لأمريكا أن تستغل داعش من وقت لآخر، بغية إضعاف منافسيها في سوريا والعراق. غير أن الخطوة ستثير الشك في مصداقية إدارة واشنطن بشأن محاربة داعش".
أما عضو هيئة التدريس سابق، البروفيسور أرسين أونول دوران، فقال إن: "المنطقة التي تقع ضمنها الرقة أيضا (شمال شرقي سوريا)، غير مستقرة".
ولفت إلى أن إرسال واشنطن جنود إلى الخارج بعد حرب فيتنام تعد مسألة مثيرة للجدل لاسيما أن إرسالها جنودا في حرب العراق (2003) نجم عنه نتائج سلبية.
وتابع في ذات السياق: "أمريكا تتوصل إلى الحلول عبر استخدام قوات محلية بالقدر المستطاع". وأضاف: "وفي هذا الصدد فإن المسألة الرئيسة هي التمييز بين المجموعات الجيدة و السيئة".
والثلاثاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها توصلت إلى أدلة حول حماية التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، لتنظيم "داعش" الإرهابي، في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!