ترك برس
رأى الأكاديمي الروسي والأستاذ في الجامعة الروسية لصداقة الشعوب، يوري بوشتا، أن الولايات المتحدة وبريطانيا لا ترغبان في أن تدخل تركيا سوق مبيعات الأسلحة، لكنه استبعد في الوقت نفسه أن تُقدم أنقرة على الانسحاب من حلف الناتو.
وقال بوشتا في تحليل نشره موقع روس إيكونوميكيس، إن تركيا تواجه مشاكل خطيرة في العلاقات مع الناتو، وجميع التصريحات حول احتمال انسحاب البلاد من التحالف هي إعلامية، وأنها تهدف إلى ممارسة الضغط على الغرب.
ولفت بوشتا إلى تصريح كبير مستشاري الرئيس أردوغان، يالتشين توبشو، الذي قال فيه إن الوقت قد حان لأنقرة لكي تعيد النظر في علاقاتها مع حلف شمال الأطلسي، متهما الحلف بأنه يقف وراء جميع الاضطرابات التي تهز القطاع الدفاعي التركي.
وحول أسباب المشاعر المناهضة للغرب التي يبديها الرئيس أردوغان ومحيطه على مدى العامين الماضيين، رأى الأكاديمي الروسي أنها ترتبط بالادعاءات على روسيا، فعندما اتهمت أنقرة موسكو بانتهاك مجالها الجوي، أفهمها حلف الناتو بصورة واضحة أنه لن يدعم تركيا في حالة اندلاع نزاع عسكري مع روسيا.
وأضاف أن ذلك أقنع تركيا بأن قدرات حلف شمال الأطلسي التي كانت تركيا تفتخر بعضويتها فيه قد اختفت، وأدركت أنها مجرد أحد أعضاء التحالف. وعلى الرغم من قوتها الكبيرة داخل الحلف، فإنها ليست من الأعضاء الذين قد تحارب الولايات المتحدة روسيا للدفاع عنهم.
وتابع بأن من بين أسباب تعقد علاقات تركيا مع الناتو يرجع إلى مجال التسليح، إذ أدركت أنقرة مع زيادة قوتها في المنطقة، أنها وقعت في التبعية للتحالف في مجال الأسلحة وبدأت بمناقشة المشتريات من بلدان أخرى.
وأشار بوشتا إلى أن تركيا لديها طموحات لتصبح منتجا للسلاح والدخول إلى هذه السوق، وهو أمر لا يمكن أن يكون موضع ترحيب من كبار المنتجين، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.
وقال بوشتا إن أردوغان ذاته لم يدل بتصريحات حول الانسحاب من حلف شمال الأطلسي، بل أدلى بها كبير مستشاريه، لكي يتمكن الرئيس من القول إن هذه التصريحات لا تعبر عن رأيه. ولكن بشكل عام فإن هذه التصريحات تمثل تحديا للحلف.
وأكد الأكاديمي الروسي أن تركيا لن تترك الحلف بأي حال من الأحوال، وأن هذه التصريحات هي محاولة أخرى من أنقرة للضغط على الغرب، كما أنها تعبر عن سياسة تركيا الراغبة في عدم الاعتماد على جهة واحدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!