محرم صاري كايا – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
منذ مدة والمؤشرات تتوالى..
لكن في الآونة الأخيرة أضحت الحملات المتتالية من أهم المعطيات الدالة على حدوث تغير في السياسة الخارجية.
تسعى تركيا إلى العودة للظروف التي كانت قائمة عامي 2009-2010.
وتتوارد المعطيات المتعلقة بذلك منذ حوالي أسبوعين.
على سبيل المثال..
بدء الاتصالات الهاتفية بين أردوغان وترامب وجو التهدئة وتباحث الرئيسين مرة أسبوعيًّا إذا اقتضى الأمر، على الرغم من استمرار المشاكل مع الولايات المتحدة بخصوص غولن وحزب الاتحاد الديمقراطي وشراء الأسلحة وأزمة التأشيرة..
تواصل الانفتاح على أوروبا مع إقدام رئيس الوزراء بن علي يلدريم على الخطوة الأولى بزيارة بريطانيا..
زيارة وفد من اتحاد الغرف والبورصات التركي ألمانيا ومساعيه لإعداد أرضية للمصالحة..
اتصال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو بنظيره المصري عقب مجزرة سيناء، وإعلان أنقرة الحداد الوطني ليوم واحد..
القبول بعملية انتقالية في سوريا مع وجود الأسد من أجل التوصل لحل سياسي..
كل ما ذكرته مؤشرات أولية على خطوات مشابهة في المستقبل القريب..
وعلى صعيد العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ترغب تركيا بعودتها إلى سابق عهدها.
خلال حديث أجريته مع وزير الثقافة والسياحة نعمان قورتولموش أكد أن لا تركيا ولا الاتحاد الأوروبي يمكنهما تجاهل بعضهما البعض. وتساءل: "هل يمكننا أن نتجاهل وجود جهة نجري معها 60% من تجارتنا؟".
وأوضح قورتولموش أن العلاقات بين الجانبين بحاجة إلى أرضية جديدة، والطريقة الأولى لذلك "تغيير اللغة السياسية"، مشيرًا إلى أن وصول الزعماء القوميين المتطرفيين والفاشيين إلى الحكم وتزايد العداء للأجانب في أوروبا يسهل إقامة حوار مع الزعماء المعتدلين.
وأكد على ضرورة التواصل بشكل أكبر مع الاتحاد الأوروبي، مضيفًا: "إذا تراجع الزعماء الأوروبيون الذين يمكننا التواصل معهم، على الصعيد السياسي سيفوز الفاشيون وهذا يضر بالعلاقات التركية الأوروبية. وعلينا ألا ننسى أن الزعماء المعتدلين قد يصبحون أقلية، وعندها لن تكون المهمة سهلة، بل ستزداد صعوبة، ولن نجد من نخاطبه".
وشدد على أهمية تقديم تركيا المساعدة للزعماء الأوروبيين غير الفاشيين، الذين يمكنها إقامة حوار معهم، وفي المقابل على هؤلاء أيضًا أن يدركوا حقيقة تركيا.
ولفت في هذا السياق إلى ورود رسائل إيجابية من الاتحاد الأوروبي في الآونة الأخيرة، أهمها منع جماعات الضغط التي على علاقة مع حزب العمال الكردستاني، من دخول البرلمان الأوروبي.
وآخر جملة للوزير كانت هامة أيضًا: "لهذا علينا دائمًا أن نوجد لغة مشتركة للحوار..".
الوزير محق تمامًا، لأن تركيا عانت الأمرين من التطورات التي وقعت بعد عام 2015، ولا بد من اللغة المشتركة لإيجاد مخرج من المعاناة..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس