محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
لا يمكن وصف نتيجة المباحثات الجارية منذ يومين بين النظام السوري وحزب الاتحاد الديمقراطي حول عفرين إلا بالعبارة الواردة في العنوان على أي حال.
لأن أنقرة وموسكو ودمشق نالت مبتغاها من خلال هذه النتيجة.
مضت ستة أشهر من أجل تحقيق النتيجة المذكورة..
بيد أن عودة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى رشده جاءت بعد فقدانه قرابة ألفين من مقاتليه. وها هو يتشبث الآن بخطة كان قد رفضها قبل أشهر.
كيف سارت الأمور؟
بعد تحقيق تقدم في محادثات أستانة، اقترحت روسيا في سوتشي خطة تنص على أن تدخل قوات تابعة للنظام السوري عفرين، وتستلم الدفة فيها، وأن يغادر مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي المنطقة مع أسلحتهم، مع إمكانية بقاء أنصارهم في المدينة.
في المرحلة الأولى كان رد فعل الحزب إيجابيًّا.
جلست حكومة دمشق إلى طاولة المفاوضات مع حزب الاتحاد الديمقراطي برعاية روسيا.
ولم يكن موقف أنقرة من الخطة سلبيًّا.
لكن، بينما كانت الأمور تسير كما خُطط لها، عاد حزب الاتحاد الديمقراطي إلى المراوغة.
عوضًا عن تسليم إدارة عفرين، طلب الحزب من النظام السوري حمايته من تركيا مقابل تسليمه مطار منغ وبعض نقاط المراقبة.
أما روسيا فلم تغير من موقفها..
ماذا سيحدث الآن؟
عندما رأى الحزب أنه تعرض لهزيمة، وحُوصر في الكثير من المناطق، بما فيها جنديرس وراجو، وجد حبل النجاة في الخطة التي اقترحتها روسيا قبل أشهر.
وسرّع القصف التركي جنوب غربي مدينة عفرين من اتخاذ الحزب قرار قبول الخطة.
وفي مقابل هذه التطورات، أصبح موقف دمشق أقوى في مواجهة الحزب.
وبموجب الخطة فإن قوات تابعة لجيش النظام السوري ستدخل مركز مدينة عفرين، وستستلم زمام الأمور فيها، في حين سيخرج الحزب مقاتليه من المدينة و يرسلهم إلى حيث أتوا، وسيتركون أسلحتهم الثقيلة.
كما سيتخلى عن قرابة 80 نقطة تفتيش مع مطار منغ إلى النظام، وسيقدم المساعدة في جمع الأسلحة من المدنيين.
وفي إطار الخطة المقترحة، لن تدخل أنقرة مركز مدينة عفرين، الذي أعلنت أنها ستعيد النظر في مسألة دخوله بحسب التطورات. وستنهي عملياتها في ريف عفرين بما في ذلك جنديرس وراجو.
هذا هو السيناريو الأفضل الذي يمكن التوصل إليه بالنسبة للأطراف في الوضع الحالي.
حصلت دمشق على مدينة هامة دون الحاجة إلى القتال.
بهذه الخطة، أبعدت موسكو حزب الاتحاد الديمقراطي عن الولايات المتحدة، وقرّبته من دمشق.
بدورها، سكنت مخاوف أنقرة لأن الإرهابيين المستهدفين من جانبها انسحبوا دون قتال، واكتسبت مزيدًا من القوة.
لكن لا يمكن اعتبار الخطر المحتمل قد زال.
لأنه إذا دخلت عفرين، عوضًا عن جيش النظام السوري، قوات شبه عسكرية ترتدي بزات، وهي على توافق مع حزب الاتحاد الديمقراطي، فسوف ينجم عن ذلك مشاكل أكبر.
من هذا المنظور ينبغي قراءة تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، التي قال فيها إنه إذا كان النظام سيدخل عفرين لتطهيرها من الإرهابيين فلا مشكلة، وإلا فلن يوقف أحد الجيش التركي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس