ترك برس
رأى الباحث السياسي الأمريكي، أندريه كوريبكو، أن الولايات المتحدة تخدع تركيا بحديثها عن وقف تزويد الميليشيات الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني بالسلاح، مشيرا إلى أن الرئيس ترامب قد يحاول استخدام "ثغرة تقنية" من خلال بيع السلاح لتلك الميليشيات بدلا من إقراضها مثلما تفعل الولايات المتحدة ذلك الآن.
وخلال اتصال هاتفي جرى بين الرئيسين التركي والأمريكي الأسبوع الماضي، قال ترامب إنه وعد نظيره التركي بوقف منح السلاح للأكراد السوريين. وذكر الجانب التركي أن ترامب وصف السياسة السابقة بتسليح وحدات حماية الشعب بـ"الهراء" ووعد بإنهائها.
وقال كوريبكو في حديث لـ "راديو سبوتنيك" إن التعليق الرسمي للبيت الأبيض على الاتصال الهاتفي كان غامضا، حيث قال إن الرئيس الأمريكي أبلغ نظيره التركي، بأن واشنطن ستجري تعديلات في ما يتعلق بالدعم العسكري للشركاء على الأرض في سوريا.
وقد دفع التناقض بين تفسير الجانبين للاتصال الهاتفي نائب رئيس الوزراء التركي إلى القول إن الولايات المتحدة "ستخدع العالم كله" إذا تراجعت عن تعهدها، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها تجري مراجعة على التعديلات الخاصة بالدعم العسكري المقدم للمقاتلين الأكراد في سوريا، بناء على المتطلبات العسكرية.
ولفت كوريبكو إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب على الأرجح من سوريا، وهناك فرصة في أن تستمر شحنات الأسلحة إلى الأكراد، مشيرا إلى أن هناك تقارير تتحدث عن رفع واشنطن حجم قواتها في سوريا لتصل إلى 2000 جندي، أي نحو أربعة أضعاف ما قيل في السابق، وهذا يعني أن البنتاغون يتحرك نحو أكثر نشر أكثر من بعثة "مفتوحة" في سوريا بعد هزيمة تنظيم داعش الذي كان السبب المفترض للوجود العسكري الأمريكي.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي صرح في مطلع أبريل/ نيسان أنه أعطى تفويضا كاملا للجيش الأمريكي للقيام بما يريد، لذلك إذا قرر البنتاغون أن هناك حاجة لمواصلة تسليح السوريين الأكراد، فإن هذا ما ستفعله الولايات المتحدة في نهاية المطاف.
وأضاف كوريبكو أن لا أحد يعرف بالضبط المصطلحات الدقيقة التي ربما استخدمها ترامب خلال مكالمته الهاتفية مع الرئيس التركي، لذلك فهناك احتمال لأن يحاول استخدام "ثغرة تقنية" من خلال بيع الأسلحة للأكراد السوريين بدلا من "إقراضهم" مثلما تفعل الولايات المتحدة حاليا به.
وتابع بالقول إن استبعاد انسحاب الجيش الأمريكي من سوريا يعني أن البنتاغون ما يزال بإمكانه توسيع مظلة الدفاع لحلفائه على الأرض، الأمر الذي يحول دون تدخل عسكري تركي لطرد الميليشيات الكردية، ويوجد ذريعة لإقامة جسر جوي، في حال حاولت الدول المجاورة حصار هذه المنطقة كما فعلت مع إقليم شمال العراق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!