الصحيفة لا ستامبا الإيطالية - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح سفارة تركية في القدس الشرقية، عاصمة فلسطين، تحديا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خلفية إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل. وقد جاء قرار الرئيس التركي بخصوص فتح سفارة لبلاده في القدس والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين، عقب انعقاد القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول الأربعاء الماضي. وبناء على ذلك، يبدو أن الرئيس التركي مصرّ على التصعيد مع واشنطن من خلال اتهام الرئيس الأمريكي بخرق الاتفاقيات الدولية.
والجدير بالذكر أن أردوغان يصر على تصعيد التوتر مع الولايات المتحدة من خلال توجيه جملة من الاتهامات إلى ترامب، مفادها أن ما حدث مؤخرا هو تخطيط صهيوني، نظرا لأنه تواطأ مع إسرائيل وقام بانتهاك الاتفاقيات الدولية وقرار الأمم المتحدة من خلال الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل.
ويتميز أردوغان بقساوة خطاباته خاصة أنه وجه إلى إسرائيل خطابا ناريا معتبرا إياها دولة إرهابية تحتل الأراضي الفلسطينية وتمارس العديد من التجاوزات في حق الشعب الفلسطيني، ناهيك عن ارتكاب الجرائم في حق الأبرياء والأطفال.
في المقابل، يبدو أن العلاقات الاقتصادية بين تركيا وإسرائيل لم تتأثر بشراسة خطاب أردوغان، فالعلاقة بين الطرفين تعود إلى عدة سنوات. وخلال الفترة الممتدة بين سنة 2002 إلى حدود سنة 2015 شهدت المعاملات التجارية تطورا ملحوظا، وذلك وفقا للبيانات الأخيرة لنائب وزير الاقتصاد التركي، إبراهيم سنيل. ففي سنة 2002، لم تتجاوز قيمة التبادل التجاري بين البلدين 1.3 مليار دولار، في حين أنه في سنة 2015 تطورت قيمة المبادلات التجارية بين إسرائيل وتركيا لتبلغ 4،5 مليار دولار.
وفي هذا السياق، فإن هذا الأسبوع سيكون ساخنا خاصة على خلفية تلقي الأمم المتحدة البارحة مسودة بشأن إلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، علما بأن نص مشروع القرار لم يأت على ذكر الولايات المتحدة الأمريكية أو الرئيس ترامب. ويتميز نص المسودة بأنه أقل قسوة بالمقارنة مع خطابات الرئيس التركي بشكل خاص الذي كان في الآونة الأخيرة شديد اللهجة مع إسرائيل والولايات المتحدة. ويدعو مشروع القرار إلى إبطال قرار ترامب لأنه يعتبر قرارا أحادي الجانب ولم يكن نتيجة مفاوضات بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وسيكون تصويت الدول الأعضاء في مجلس الأمن على مشروع القرار خلال هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن يتم رفض قرار ترامب المتعلق بالقدس، إلا أن واشنطن تمتلك حق النقض على أي قرار قد يصدر عن مجلس الأمن وبالتالي تستطيع إحباط أي مشروع قرار.
وحيال هذا الشأن، أكد الرئيس التركي في خطابه الأخير عزمه على اللجوء إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا ما استخدمت واشنطن حق النقض. وفي حال نجاحه، سيكون ذلك بمثابة انتصار سياسي لأردوغان لأنه يلعب دور القيادي في القضية الفلسطينية.
مما لا شك فيه، سيكون هذا الأسبوع مهما بالنسبة للفلسطينيين، فمن المفترض أن يؤدي نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، زيارة إلى الشرق الأوسط وسيزور إسرائيل دون التوجه إلى فلسطين. وفي هذا الصدد، سيلتقي مايك بنس برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس رؤوفين ريفلين دون إجراء أية محادثات مع الفلسطينيين، الذين يعتبرونه مساندا لقرار ترامب. ومن المتوقع أن تشهد الساحة الفلسطينية احتجاجات على خلفية زيارته.
وخلال هذه الزيارة، لن يجتمع بنس بممثلي الجماعات المسيحية في القدس، بل سيزور حائط المبكى الذي سيكون أول محطة له في زيارته إلى إسرائيل، حيث سيلقي خطابا أمام "ياد فاشيم" متحف المحرقة. ومن جانبه، رحب نتنياهو بزيارة نائب رئيس ترامب لإسرائيل وعبر عن شكره للرئيس الأمريكي والجهود التي تبذلها إدارته في الدفاع عن حرية إسرائيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!