ترك برس
قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إن بلاده تنظر الى تركيا باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وذلك في كلمة له خلال جلسة المباحثات المشتركة بين السودان وتركيا على هامش زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى الخرطوم.
وأشار البشير إلى أن تركيا تمثل رمزية تاريخية لتوحيد الأمة، وهي دولة حديثة، "حققت نموذجا باهرا فى التنمية والنهضة الاقتصادية والعمران الاجتماعى والثقافى والحضارى تحت قيادتكم الحكيمة".
وأضاف: "إن ما يربط بلدينا الشقيقين من أواصر المحبة والصداقة نابع من انتمائنا الى أمتنا الإسلامية العظيمة، وأرجو أن أثمن عاليا جهدكم والجمهورية التركية - المبذول بإخلاص - لخدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وهنا لابد من التأكيد على موقفنا الثابت والواضح من مساندتنا لقضايا الأمة الكلية، حتى تحقق تطلعاتها فى المجد والكرامة والسؤدد".
وبحسب وكالة الأنباء السودانية، تابع البشير كلمته بحضور أردوغان ووفدي البلدين:
فخامة الرئيس اسمحوا لى كذلك أن أشكر لكم حفاوة استقبالكم لنا فى اسطنبول قبل أيام قلائل إبان انعقاد قمة منظمة التعاون الإسلامى بشأن بيت المقدس، والتى أثبتت الأيام صحة ما توصلنا اليه فيها برفض الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار الإدارة الأمريكية الجائر بشأنها، وقد كانت مباحثاتنا الأخوية المشتركة على هامش القمة ثرة وغنية، كما كانت دوما، من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين.
وأنتهز هذه الفرصة لأحيي مواقف الجمهورية التركية تجاه قضايا السودان ومساندتها لنا، ولا سيما ما بذلته جمهورية تركيا الشقيقة - تحت قيادتكم الحكيمة - من جهد كبير فى دارفور من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية ... حيث كان لعونكم الصادق فى بناء القرى النموذجية وتوفير العون الإنسانى وبناء المستشفيات وتقديم العون التنموي الأثر الواضح فى دفع عملية السلام وتحقيق الاستقرار بالإقليم .
وأود أن أطمئنكم - أخى الرئيس - أن السودان بخير وهو يمضى بخطوات واثقة نحو إكمال مشروعات النهضة على هدي مخرجات الحوار الوطني والتي شكلت الإطار الكلي للعملية السياسية وتحقيق الاستقرار والسلام المستدام ... كما ظل السودان يقوم بدور إيجابي فى فض النزاعات فى الإقليم لتحقيق السلام والاستقرار بين جميع الأطراف، فضلا عن التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية .
إننا نلاحظ بتقدير - فخامة السيد الرئيس - توجهات سياستكم واستراتيجيتكم نحو أفريقيا، تلك القارة الواعدة من حيث الموارد الطبيعية الكامنة والطاقة البشرية المنتجة... والسودان بحكم موقعه يمثل حلقة هامة وضرورية لأي شراكة حقيقية مع أفريقيا، وعليه فإن شراكتنا القائمة تعززها أهدافنا المشتركة نحو التنمية والسلام والاستقرار فى أفريقيا .
إننا نرجو أن تمثل زيارة فخامتكم للسودان نقلة نوعية فى العلاقات، وتأسيس شراكة استراتيجية بين البلدين ويسرنا فى هذا الخصوص أن نعرب لفخامتكم عن رضائنا التام لمستوى العلاقات بين البلدين..
وإننا نعمل على زيادة ومضاعفة التعاون الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات المتبادلة فإننا نتطلع لأن يصل الميزان التجاري بين البلدين الى 10 مليارات دولار، ومضاعفة الاستثمارات التركية فى السودان الى 10 مليارات دولار أيضا؛ خلال السنوات الخمس القادمة.
كما نتطلع الى الدخول فى مشروعات مشتركة فى الزراعة والتصنيع والإنتاج الحيواني، ولعل تأسيس الشركة السودانية التركية للإنتاج الزراعى؛ التى تم الاتفاق عليها مؤخرا بين وزارتي الزراعة فى البلدين، وكذلك المشروع النموذجي التجريبي، سيكونا رأس الرمح فى قيادة الشراكة الزراعية بين البلدين.
كما أرجو أن أثمن التفاهمات التى تمت فى القطاع الخاص فى الأيام القليلة الماضية، وجهد الفريق التركى المختص من مؤسسة تيقام الذى جاب أرض السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، ولاشك ان الاستثمار المشترك فى الإنتاج الزراعى والحيوانى يمكن ان يسد الفجوة الغذائية فى المنطقة.
إن ما سيتم توقيعه - بعد قليل - من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين البلدين؛ يمثل خطوة متقدمة لبناء شراكة استراتيجية حقيقية ... ولا شك أن تأسيس المجلس الاستراتيجى رفيع المستوى؛ والذى سنوقعه فى هذا المحفل سيكون حجر الزاوية لتحقيق هذه الشراكة الاستراتيجية، إذ أنه سيضع الإطار المؤسسى للتعاون وتأسيس هياكل ولجان مختصة لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات بمتابعة وزيري الخارجية فى البلدين، وانعقاد مجلس التخطيط الاستراتيجي كل عام بالتناوب بين عاصمتي بلدينا، لوضع الخطط والبرامج ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات ورفع التقارير والإنجازات ومقترحات الحلول وتفعيل أفق الشراكة الاستراتيجية لقمة المجلس الاستراتيجى .
كما أرجو أن أؤكد لفخامتكم التزامنا باتفاقية الشراكة الاقتصادية والتجارية، إذ أنها ستكون القاعدة الأساسية التى ستؤطر لهذا التعاون ..إضافة لتعزيز شراكتنا الاقتصادية والتجارية فإننا نثمن ايضا التعاون فى المجال العلمي والثقافي والتعليمي والتبادل الأكاديمي وأرجو أن أرحب هنا بإنشاء جامعة تركية بالسودان دعما للتعاون فى هذا المجال الحيوي الهام، كما نتطلع ايضا لتعزيز التعاون العسكري بين بلدينا.
يسرنا أن نعرب عن ترحيبنا بعقد الدورة القادمة للجنة الوزارية المشتركة فى الخرطوم فى فبراير المقبل برئاسة وزراء الزراعة فى البلدين؛ لمواصلة هذه المسيرة، ونؤكد كذلك على أهمية كل اللجان الثنائية المشتركة فى المجالات المختلفة ومنها لجنة التشاور السياسى بين وزارتي الخارجية فى البلدين التى ستعقد فى الخرطوم فى منتصف شهر مارس 2018 وكذلك لجنة الشراكة الاقتصادية التجارية وغيرها من اللجان والآليات المشتركة .
لقد أعطت زيارة فخامتكم للسودان - هذا اليوم - قوة الدفع اللازمة لمسيرة العلاقات المشتركة، ووضعت الأسس الضرورية لتأسيس شراكة استراتيجية فاعلة بين البلدين، وامتدادا لهذا التعاون سنشهد يوم غد -إنشاء الله - فى مدينة سواكن التى تعتبر رمزاً حيا للتراث العثماني والعلاقات التاريخية الوطيدة بين بلدينا ، توقيع بعض الاتفاقيات الخاصة بولاية البحر الأحمر .
نتطلع - فخامة الأخ الرئيس - الى انعقاد الملتقى الاقتصادى بين رجال الأعمال فى بلدينا يوم غد، راجين أن نصل من خلاله الى اتفاقيات وتفاهمات وشراكات تعزز علاقات بلدينا فى المجالات الاقتصادية والتجارية .
فى الختام أجدد ترحيبى بفخامتكم والوفد المرافق لكم فى بلدكم الثاني السودان، متمنيا لكم إقامة طيبة وزيارة مثمرة لتعزيز أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية الممتدة بين بلدينا الشقيقين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!