بريل دادا أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

في تصريح له لإذاعة إسرائيل، يقول رئيس الطاقم السياسي والأمني بوزارة الدفاع الإسرائيلية "عاموس جيلاد"، إن تنظيم "داعش"، أو باسمه الآخر، "الدولة الإسلامية"، لا يشكل تهديدا على إسرائيل.

علينا أن لا نشك في صحة هذا التصريح، لأنه خرج من مسئول مطّلع، ولأن الواقع يشير إلى صحته أيضا، فمع أن هناك تنظيما راديكاليا إسلاميا يسعى إلى تشكيل دولة على الأراضي السورية والعراقية، إلا أنه لا يشكل أي خطر على إسرائيل حتى الآن.

لكن علينا أن نوضح أيضا، أن هذا التنظيم حتى الآن، لا يشكل خطرا أيضا على لبنان والأردن وإيران وحتى تركيا، وإذا ما تحدثنا عن دول أخرى كمصر والسعودية واليمن وقطر، فإن التنظيم لم يهدد هذه الدول بصورة واضحة وصريحة على الإطلاق، فكل ما نعرفه أنه يقف ضد الولايات المتحدة الأمريكية، حتى إننا لا نعلم بصورة واضحة أنه يقف إلى جانب أو ضد روسيا.

فما يقوم به التنظيم اليوم هو سياسة "تنظيف المنطقة"، فهو قام بمحاربة كل الطوائف التي حاولت الانفصال عنه والانضمام إلى الغرب، من الأكراد واليزيديين والتركمان والشيعة وغيرهم، وهذا يعني أن التنظيم في المحصلة، يقف فقط ضد الولايات المتحدة الأمريكية وبعض حلفائها.

وضع غريب

الجانب الغريب في هذا الموضوع، هو أن لا يشكل هذا التنظيم أي عنصر تهديد أو خطر على إسرائيل، والتي تعتبر ممثل الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وبما أنهم يسعون إلى تأسيس دولة جديدة، فعليهم من الآن الإعلان عن حلفائهم وأعدائهم، وهم فعليا يلمحون إلى ذلك من خلال تصرفاتهم على الأرض.

لكن، ربما لا تسعى "الدولة الإسلامية" بصورة فعلية إلى تأسيس دولة، وإذا كان هذا صحيحا، فلن تسعى الدولة إلى نقل ما "يزعج" إسرائيل إلى المجتمع الدولي كما يفعل الفلسطينيون.

وربما يكون سبب وجود "الدولة الإسلامية"، ليس من أجل تشكيل عنصر خطر وتهديد للقوى الخارجية، وإنما ربما تكون من أجل جر الولايات المتحدة الأمريكية من جديد إلى المنطقة، في الوقت التي كانت تسعى فيه إلى الانسحاب منها.

لنتذكر أنّ الولايات المتحدة الأمريكية فضلت مشاهدة المجازر الأولى للدولة الإسلامية من بعيد، ولم تضطر إلى التدخل، إلا حينما شكل هذا التنظيم مصدر تهديد وخطر على الأكراد، وهذا يعني أهمية الأكراد في العراق بالنسبة لأمريكا.

ماذا يفيد وجود "الدولة الإسلامية"؟

إذا كان الهدف منها هو تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، من أجل إجبارها على التدخل، فهذا قد حصل، ولهذا لن يضطر تنظيم "الدولة الإسلامية" لجر أمريكا عن طريق تهديد إسرائيل ووضعها تحت الخطر، وربما لو أعلنت "الدولة الإسلامية" عداوتها المباشرة وحربها على إسرائيل، لخرج أوباما ليلوم إسرائيل وليقول أن سبب ذلك هو الموقف الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين، بمعنى آخر، لوجدت أمريكا طريقة أخرى للضغط على إسرائيل من أجل دفع عملية السلام مع الفلسطينيين.

دعونا ننظر أيضا من جهة أخرى، هل إسرائيل راضية عن عدم تهديد "داعش" لها بصورة مباشرة، أم غير راضية؟ فلو كانت تحت التهديد المباشر من قبلهم، لعاش الفلسطينيون وحماس تحديدا ربيعا آخرا، من خلال ممارسة الضغط عليهم كما أسلفت.

كل هذه الاحتمالات يجب أن لا يتم استبعادها، فتنظيم "الدولة الإسلامية"، ليس بحاجة إلى تهديد القوى العالمية بصورة مباشرة، فهو يقطع الرؤوس ويرتكب الفظائع، وهذا أمر كاف للتهديد والضغط.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس