روشن تشاكر – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس
في الفترة الماضية، قمنا بالتركيز أكثر على الحرب القائمة بين الحكومة وجماعة غولن، غير أن الأكراد خلال هذه الفترة، سواء المتواجدين في دولتنا أو في المنطقة، عاشوا أمورا وتطورات إيجابية ومهمة جدا.
الطرفان المشاركان بعملية السلام، أي الحكومة التركية، وممثلي الحركة السياسية الكردية، تحدثوا بلغة مشتركة، وربما لأول مرة، عن أنهما سيقومان بخطوات متسارعة من أجل أن يحققوا عملية السلام قبل الانتخابات العامة المقبلة، وحسب المعلومات التي تم تسريبها، نستطيع القول أن عملية السلام تجاوزت مرحلة "المفاوضات".
قبل مدة قصيرة كنا نقول "انتهت، وستنتهي" عملية السلام، وعاشت أزمة حقيقية، فكيف تم تجاوز هذه الأزمة؟
كانت المشاكل القائمة بين الطرفين إلى اليوم، منبعها يكمن في عدم المساواة بينهما، فكان يعتقد الأغلبية أن الحكومة كانت دوما أقوى وتستخدم عوامل القوة التي تملكها لفرض شروطها على الأكراد، وقد ثبت بطلان هذا الافتراض.
تحقيق التوازن
عمل الطرفان خلال المدة الماضية على استغلال ضعف وثغرات الطرف الآخر، وتعميقها وضربها، وهذا خلق حالة من عدم التوازن في التعاطي مع المعطيات القائمة، ولكن في النهاية، وصل الطرفان إلى قناعة أن ذلك الأسلوب لن يفضي إلى شيء، وأعتقد أنهم أدركوا أن هذا الأمر أدى إلى وصول عملية السلام لمرحلة الخطر والخطر الشديد.
وبناء على ذلك، أعتقد أن على كلا الطرفين، أن يرسموا سيناريو فيلم عملية السلام مع بعضهم البعض، بدل سرقة أدوار فيه بصورة مبكرة دون معرفة السيناريو الذي سيحصل في النهاية.
إذا نظرنا إلى التوقيت الذي نعيشه، يلفت انتباهنا أمران يحصلان بنفس الوقت، هو أن الحكومة التركية تشن في هذه الأيام حربا ضروسا على جماعة غولن، وفي نفس الوقت تحاول تسريع عملية السلام مع الأكراد.
جماعة غولن أرادت تصوير حملة الحكومة ضد بعض صحفييها، أنها حملة ضد "الديمقراطية وحرية الصحافة ودولة القانون"، وتبحث من خلال ذلك عن حلفاء لها ليدعموها، ولكننا نستطيع بسهولة معرفة أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى هدفهم خلال الأيام القليلة الماضية.
أما على الصعيد الآخر، فقد سرّعت الحكومة التركية من وتيرة لقاءاتها مع الساسة الأكراد، ولو أنها قامت بعكس ذلك، لإنعكس ذلك جليا على أدائها وصعوبة موقفها من خلال مواجهة تحالف كان ربما سيحصل بين الأكراد وجماعة غولن ضدها.
لذلك تعمل الحكومة التركية، على تعزيز عملية السلام واتخاذ خطوات "جدية" لتسريعها، ومحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي ودائم قبل الانتخابات القادمة في العام المقبل، وبنفس الوقت تعمل على إجتثاث جماعة غولن وأذرعها الممتدة داخل الدولة بطريقة قانونية وحقوقية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس