ترك برس
رغم انتهائها منذ ثلاثة أيام، ما تزال زيارة الرئيس أردوغان للسودان تحظى باهتمام المراقبين والمحللين السودانيين، فرأى المحلل السياسي دكتور أسامة توفيق أن الزيارة نقطة تحول في سياسة المنطقة، مؤكدا أن الاتفاقيات التي وقعت بين الخرطوم وأنقرة تمثل قفزة كبيرة للسودان إذا تمت إدارة الملف بين البلدين.
وأضاف توفيق في حديث لصحيفة "الصحافة" أن من الأفضل للسودان أن يسير في كنف قيادة مستقلة مثل تركيا، خاصة أنها قفزت خلال عشر سنوات لتصبح من بين أقوى عشر قوى اقتصادية في العالم؛ لذلك حرى بالسودان أن يستفيد من التعاون مع تركيا بقوة. وفي المقابل ستستفيد تركيا من السودان في المياه الدافئة وموقعه الاستراتيجي، بالإضافة إلى أنه يمثل بوابة لأفريقيا.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية، أسامة زين العابدين، أن الموقف من القرار الأمريكي بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، كان حاضرا في زيارة أردوغان للسودان، مشيرا إلى أن الرئيس التركي يسعى لحصد التأييد الدولي المناهض للموقف الامريكي وجمع الصف الاسلامي حول قضية القدس بالنظر الى وجود تباين في مواقف بعض الدول الإسلامية والعربية.
ونبه زين العابدين إلى وجود روابط متعددة وعلاقات ذات خلفية تاريخية قديمة متجددة بين السودان وتركيا، ومن ثم تبرز أهمية الزيارة في تعزيز العلاقات في مجالات الاقتصاد والتجارة والدبلوماسية. ورأى في تطور علاقات الخرطوم وأنقرة فائدة للسودان، نظرا لقوة دولة تركيا بوصفها عضوا في الناتو ولها ثقل أوروبي وإقليمي كبير.
وقال القيادي بحركة جيش تحرير السودان الثورة الثانية، محمد إدريس، إن الزيارة موفقة وتمتاز بأبعاد سياسية تركزت في قوة الحليف التركي، مشيرا إلى حاجة السودان للشراكات مع دولة بحجم تركيا في المستقبل.
وحول الهجوم المصري على الزيارة أكد ادريس أن مصر تريد ان يظل السودان دولة تابعة لها لاعتقادهم أن أي تحرك دولي نحو السودان يعد هجوما عليهم.
وفي سياق متصل استنكر رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني الطيب مصطفى تطاول الإعلام المصري على السودان بسبب زيارة الرئيس التركي ووصفه بالأمر المؤسف، وشدد على أنه ليس من مصلحة الإعلام المصري أن يواصل في هذا المسار خاصة وأن مصر تحتاج للسودان دوماً.
وقال مصطفى في تصريح لـ"المركز السوداني للخدمات الصحفية"، إن اللغة التي يتحدث بها الإعلام المصري مستفزة للشعب السوداني وليس الحكومة، ونوه إلى أن هذا التطاول سيضع حواجز كبيرة بين شعبي البلدين ويعمل على تخريب العلاقة بينهما كما يمنع أي تقارب سياسي في المستقبل بين السودان ومصر.
وشدد مصطفى على أن السودان لا يأخذ الإذن من أحد حتى يتخذ قراراته، وأضاف "ينبغي على الإعلام المصري أن يكف عن هذا التعامل وأن يضع في اعتباره أن السودان دولة مستقلة من حقها أن تقرر ما يصلح شأنها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!