ترك برس
ناقش خبراء ومحللون سياسيون، خلال برنامج على شاشة التلفزيون العربي، الوضع الراهن في محافظة إدلب السورية في ضوء التصريحات الصادرة بشأنها عن الجانبين التركي والروسي خلال الأيام القليلة الماضية.
وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنه بعد هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية يجب التجهيز للقضاء على جبهة النصرة، وذلك بعد يوم واحد من إعلان وزير الدفاع الروسي تحضير موسكو لوجود عسكري دائم في سوريا.
وتتجه الأنظار إلى محافظة إدلب بعد هذا الإعلان، خاصة وأن ثقل جبهة فتح الشام والمعروفة بالنصرة سابقا يتركز هناك، وهو ما يعني أن قصفها بات مبررا من الناحية الروسية.
ومحافظة إدلب هي أحد مناطق "خفض التوتر"، التي تم التوصل إليها في مباحثات أستانة، في وقت سابق من العام الجاري، بضمانة من روسيا وإيران وتركيا.
وشهدت المحافظة أحداثا هامة خلال الأشهر الأخيرة، كان أبرزها التدخل التركي العسكري المباشر، والدعوات لحل هيئة تحرير الشام لنفسها بهدف تجنيب المدنيين في المحافظة مصيرا مشابها للذي كان في الرقة ودير الزور.
الباحث بالشؤون الدولية والاستراتيجية أندريه أوليتسكي، رأى أن تصريحات لافروف أساسها تصريح وزير الأركان الروسي الذي أعلن أن الأميركان يدربون أعضاء سابقين وحلفاء لتنظيم الدولة في قاعدتين عسكريتين في سوريا في الشدادي وفي التنف، والذين يطلقون على أنفسهم الآن "الجيش السوري الجديد".
وأضاف أوليتسكي أن هناك 750 شخصا يدربون الآن في الشدادي، و350 شخصا يدربون في القاعدة الأميركية في التنف، مشددا أن هؤلاء الأفراد ينتمون لتنظيم الدولة الإسلامية.
أما عن جبهة فتح الشام، قال أوليتسكي إنهم "يمثلون الخطر الأكبر على التسوية السورية والنظام السوري على حد سواء"، معتبرا أن "المهمة الأساسية لروسيا الآن هي القضاء على جبهة النصرة".
وأفاد أن بعض القادة الميدانيين لجبهة فتح الشام قد وافقوا على ترك مواقعهم العسكرية وخاصة بالقرب من دمشق بالغوطة الشرقية والغوطة الغربية.
على الجانب الآخر، استنكر الكاتب السياسي خطيب بدلة خلال لقائه مع نفس البرنامج، تصريحات أوليتسكي، واصفا إياها بالمتناقضة.
وتساءل بدلة كيف لروسيا أن تعلن هزيمتها تنظيم الدولة بشكل نهائي في سوريا في نفس الوقت الذي تتهم فيه الولايات المتحدة الأميركية بتدريب عناصر من التنظيم؟
وقال إن الوقائع أثبتت عدم صحة تصريحات لافروف المتعلقة بالقضاء على تنظيم الدولة، خاصة وأن التنظيم يستمر في الظهور مرة أخرى على الساحة وتحديدا في شرق حماة وشرق إدلب.
أما عن الحرب الروسية على إدلب قال بدلة إن تصريحات لافروف في سياق التواجد التركي على أرض إدلب وتصريحات أردوغان من تونس بأن الأسد لا وجود له، توحي بأن الطرفين يتبادلان الرسائل غير المباشرة، مرجحا أن كلا الطرفين لن يلجأوا إلى الحرب بتلك السرعة.
وقلل بدلة من أهمية التسريبات التي تقول إن النظام والإيرانيين قد يدخلون إلى محافظة إدلب من الجنوب من ناحية حماة ومن الغرب من طرف جسر الشهور، مضيفا أن تلك التسريبات لا يوجد على أرض الواقع ما يدعمها.
من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي جاهد طوز إن وجود الجيش التركي في إدلب جاء بعد الاجتماع الذي تم بين أنقرة وموسكو وإيران في سوتشي، حيث تم إرسال الجيش التركي وفقا لما تم في هذا الاجتماع، وتنفيذا للقرارات التي تم اتخاذها في هذا الاجتماع من وقف لإطلاق النار وخفض للتصعيد.
واستطرد قائلا إن التصريحات الأخيرة الصادرة من روسيا ومن الولايات المتحدة الأمريكية توحي بأنهما لا تريدان انتقال العملية العسكرية في سوريا إلى حلول سياسية.
أما عن موقف تركيا من إدلب، فقال طوز أن أنقرة متمسكة بحل خفض التصعيد هناك، والاستمرار في تنفيذ وقف إطلاق النار، مؤكدا أن الجيش التركي سيتخذ ردود أفعال قوية بحق من يرفض تنفيذ تلك الأجندة المتفق عليها.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد وصف الرئيس السوري بشار الأسد بأنه "إرهابي" وقال إن من المستحيل مواصلة مساعي السلام السورية في وجوده.
وسارعت وزارة الخارجية السورية بالرد، متهمة أردوغان نفسه بدعم "جماعات إرهابية" تقاتل الأسد في الحرب الأهلية.
وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في العاصمة تونس "الأسد قطعا إرهابي نفذ إرهاب الدولة".
وأضاف في بعض من أعنف تصريحاته منذ أسابيع "الاستمرار في وجود الأسد مستحيل، متساءلا كيف يمكننا أن نتطلع إلى المستقبل مع رئيس سوري قتل قرابة مليون من مواطنيه؟".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!