حقي أوجال – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
الوضع كان أشبه باللغز. هل من الممكن أن يطلب رجل عاقل تقاعد من رئاسة دائرة الاستخبارات في الجيش الأمريكي ويعرف القانون والنظام، من الرئيس الروسي أن يخترق حاسوب هيلاري؟ الإجابة: لا.
الرجل الذي كان مستشار الدفاع الوطني، وسيصبح كبير مستشاري الرئيس للأمن القومي من غير الممكن أن يطلب ذلك من السفير الروسي، وعن طريق الهاتف.
إذا ماذا قال مايك فلين للسفير الروسي بواشنطن سيرغي كيسلياك؟ ولماذا أخفى ذلك في البداية عن مكتب التحقيقات الفيدرالي، والآن وقع اتفاقًا مع المدعي الخاص حتى يعترف؟
هذا كان اللغز، والإجابة عنه وجدها كاتب هافينغتون بوست إريك زويز في مقالة له مطلع الأسبوع.
لست أدري إن كانت إجابة كاملة، لكن الكاتب جمع التفاصيل بمهارة.
باختصار، لا يطلب فلين من الروس اختراق حاسوب هيلاري كلينتون من أجل العثور على ما يمكن استخدامه ضدها في الحملة الانتخابية، لكنه يطلب منهم عرقلة مشروع قانون في مجلس الأمن، كان سيُطرح للتصويت آنذاك ويدين الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين!
لماذا؟ لأن العالم بأسره كان على علم بأن أوباما سيمتنع عن التصويت على المشروع، وأنه لن يستخدم الفيتو ضده. وفي الاجتماع 7853 المنعقد في 23 ديسمبر/ كانون الأول 2016 شهد مجلس الأمن الدولي حدثًا وقع للمرة الأولى في تاريخه، حيث صدر قرار ينص على أن القرى والبلدات التي أنشأتها إسرائيل في الأراضي المحتلة ليس لها أي سند قانوني وأنها تعتبر انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي.
وعلى الرغم من امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، إلا أن مندوبها في الأمم المتحدة ألقى لاحقًا كلمة تدعم القرار. كان هذا ما يخشاه ترامب، الرئيس المنتخب غير الحائز على صلاحيات منصبه لأنه لم يؤدِّ اليمين بعد، وعمل لذلك على كسب دعم روسيا ودفعها إلى استخدام الفيتو ضد مشروع القرار.
بمعنى أن الرجل الذي سيصبح بعد 27 يومًا رئيسًا للولايات المتحدة كان يطلب دعم بلد آخر من أجل عرقلة ما تعتزم بلاده القيام به في التصويت. وبحسب القوانين، لا يجوز لشخص ليس رئيسًا أو وزيرًا، التواصل مع بلد آخر باسم الولايات المتحدة.
يقول الكاتب زويز إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ طلبه هذا إلى ترامب عن طريق صهر هذا الأخير جاريد كوشنر. ويقدم دليلًا على ذلك من خلال جمع أخبار لم يكن لها مغزى في التواريخ التي نُشرت فيها.
وكوشنر هو من أصدر تعليمات لفلين بمخاطبة الروس في هذا الخصوص، بحسب زويز.
والآن، لا بد أن المدعي الخاص المسؤول عن التحقيقات التي ستفضي إلى رفع دعوى لعزل ترامب، يبحث عن إجابة عن السؤالين التاليين:
1- هل ترامب هو من أرسل كوشنر إلى نتنياهو، وطلب نقل تعليماته إلى فلين؟
2- هل كان ترامب يعلم أن فلين طلب من روسيا استخدام صوتها في مجلس الأمن لغاية معينة؟
من الواضح أن فلين أجاب عن هذين السؤالين بالإيجاب، حتى عرض عليه المدعي الخاص عدم توجيه اتهام إليه وشطب الدعوى بحقه.
وإذا أجاب فلين بنعم على السؤالين المذكورين في المحكمة (أو أمام هيئة محلفين سرية)، فإن ترامب سيصبح في خبر كان..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس