ترك برس
نشرت مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية، مقالاً لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، تناول فيه علاقات البلدين، والتوتر الذي سادها مؤخراً، فضلاً عن إبرازه أهمية اتخاذ خطوات جديدة في سبيل تطوير العلاقات التي تصب في مصلحة البلدين.
وكان جاويش أوغلو قد كتب مقاله المذكور، قبيل يوم واحد من توجهه إلى برلين التي زارها السبت الماضي، رداً على زيارة مماثلة لنظيره الألماني زيغمار غابرييل إلى ولاية أنطاليا التركية، حيث التقى الوزيران في مدينة "غوسلار" الألمانية مسقط رأس غابرييل.
وتطرق الوزير التركي في مقاله إلى وجوب تطوير العلاقات بين البلدين قائلاً: "هذا زمن تطوير العلاقات التركية الألمانية في إطار المصالح المشتركة"، مؤكداً أن "برودة الأعصاب التي تم من خلالها حل كافة المشاكل الطارئة على العلاقات مع برلين، أدت في الوقت نفسه إلى تعزيز العلاقات بين البلدين أكثر من قبل".
وشدد جاويش أوغلو على ضرورة التعاون بين تركيا التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة وتقع جنوب شرق القارة الأوروبية، وبين ألمانيا، في ظل ما يشهده النظامان السياسي والاقتصادي العالمي من "تسارع في وتيرة الحركات التكتونية"، وتصاعد القوى المتطرفة والمعادية للإسلام مقابل القوى المتوازنة في الاتحاد الأوروبي، وانتهاك لحدود دول ذات سيادة، واتساع دائرة الإرهاب، على حد قوله.
وأكد جاويش أوغلو على ضرورة تطوير لغة تفهّم بين البلدين، معتبراً ذلك أهم ما يجب القيام به، مبيناً أنه "عندما توحدت الألمانيتان في ألمانيا الجديدة، أبعد مئات الآلاف من الموظفين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية عن مؤسسات الدولة. وننتظر من الجانب الألماني تفهما أكثر لما واجهته تركيا في المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 تموز/ يوليو 2016".
وعلى صعيد مستوى التعاون الاستخباراتي والأمني، لفت الوزير التركي إلى وجود تعاون يبعث على الارتياح في هذا المجال رغم المرحلة الصعبة التي تمر بها العلاقات بين البلدين، منوهاً إلى أن وحدة الرؤى التي ستتم في الإطار المذكور، من شأنها فتح آفاق جديدة في ملفات مثل الأمن، والتجارة والاستثمارات المتبادلة، والتعاون في مجال الطاقة، والتنسيق في السياسات الإقليمية.
وأضاف الوزير التركي بأن التعاون الفاعل في التبادل الاستخباراتي بين البلدين مستمر ضد منظمات إرهابية على رأسها "داعش"، مشدداً في الوقت نفسه على أن إبداء الحزم نفسه فيما يتعلق بمكافحة أنشطة منظمتي "غولن وبي كي كي" الإرهابيتين في ألمانيا، يمثل أهم تطلع لدى أنقرة، ومنوهاً بوجود إمكانات كبيرة لتطوير التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
أما فيما يخص أزمة اللاجئين فقد أشار جاويش أوغلو إلى أن دول الاتحاد الأوروبي ليست بمنأى عن أي أزمة، الأمر الذي ظهر جليا في أزمة اللاجئين، مشيراً إلى أن مذكرة التفاهم بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 مارس/ آذار 2016، لعبت دورا محوريا في السيطرة على موجة اللاجئين غير الشرعيين، التي تحولت إلى مشكلة مصيرية للاتحاد.
وأوضح جاويش أوغلو أن تركيا أوفت بكافة التزاماتها بموجب التفاهم، بصورة حرفية، فيما لم يبدِ الاتحاد العزيمة نفسها في تنفيذ ما يترتب عليه، ورغم ذلك التزمت تركيا بتعهداتها انطلاقا من وعيها بالمسؤولية الإنسانية، مبيناً أن من حق الأتراك الطبيعي مطالبة الاتحاد بالوفاء بمسؤولياته، وعلى رأسها إلغاء تأشيرات الدخول بالنسبة للمواطنين الأتراك.
وحول انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، أفاد الوزير التركي بأن تجاوز مرحلة الجمود في مسيرة عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، سيكون لمصلحة الجميع، مؤكداً رفض تركيا استخدام الجانب الأوروبي موضوع تحديث الاتحاد الجمركي ورقة ضغط على أنقرة.
وبحسب جاويش أوغلو فإن من الضروري بلورة العلاقات الثنائية وفق مقاربة استراتيجية وطويلة المدى، وليس وفق خطوات تكتيكية أو على ضوء مواضيع معينة.
وفيما يخص قضية المواطنين الألمان المحبوسين في تركيا والتي تشكل أحد عوامل التوتر، فقد أشار إلى أنه باستثناء واحد منهم، كلهم من أصول تركية، وجرت تطورات إيجابية في هذا الملف في الأسابيع الماضية، حيث تم إطلاق سراح بعضهم.
واختتم جاويش أوغلو مقاله بالتشديد على ضرورة الثقة بالقضاء المستقل في ظل دولة القانون، ومنوهاً إلى أن تركيا تبذل ما في وسعها على الصعيد السياسي لتسريع الإجراءات القضائية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!