ترك برس
رأى خبراء ومحللون سياسيون إن تركيا تعاني من عدم وجود موقف عربي مساند لصدّ هجمات النظام السوري وروسيا وإيران على في محافظة إدلب السورية، وأن الأتراك سعوا منذ فترة لتجنيب المحافظة عملية عسكرية كبيرة تحمل مآسٍ.
الإعلامي والكاتب السعودي البارز، جمال خاشقجي، قال إن "تركيا وحدها تحتجّ وتضغط لوقف هجمات النظام والايرانيين على إدلب، ثم نريد أن نواجه إيران"، في إشارة إلى غياب تأثير اول عربية عن التطورات الميدانية.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، أضاف خاشقجي: "إن كنت تريد إخراج إيران من عالمنا وهذا واجبك، إدعم الثورة السورية واستجب لمقترحات الأتراك".
وأشار الإعلامي السعودي إلى أن الثوار في سوريا حققوا انتصارات عديدة بقليل من العتاد، "فكيف لو تحالفت السعودية وتركيا خلفهم؟".
من جهته، قال المحلل والخبير العسكري العميد أحمد الرحال، إن هجوم النظام على ريف إدلب شكل انعطافة في المحور الذي شكلته أنقرة مع موسكو وطهران بشأن الملف السوري بعد تمرد الإيرانيين ودفعهم قوات النظام للهجوم.
وأوضح الرحال، خلال حديثه مع صحيفة "عربي21"، أن الروس لهم مصلحة في إضعاف جبهة إدلب بذرائع وجود هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا).
وأشار إلى أن أنقرة تعاني من عدم وجود موقف عربي مساند وعرقلة من جهة الناتو وواشنطن التي تدعم المليشيات الكردية المعادية لها والتي تشكل خطرا على حدودها.
ولفت إلى أن أنقرة حاولت تغيير محورها بشكل مؤقت للضغط على واشنطن من خلال التفاهم مع الروس والإيرانيين لكن في المقابل كانت طهران لا تؤمن سوى بالحل العسكري وموسكو لا تملك الضغط عليها.
لكنه في الوقت ذاته أكد أن الموقف التركي المبدئي مهم لدعم الثوار على الأرض والحراك المسلح حاليا للفصائل والجيش الحر يشكل ورقة ضغط على الروس والإيرانيين.
وحول تقديم أنقرة الدعم للفصائل السورية قال الرحال إن الفصائل لديها سلاح كاف لدحر النظام لكنها في المقابل تحتاج إلى التخلص من قيود هيئة تحرير الشام وأعضاء المعارضة المشاركين في مفاوضات أستانة والذي كبلوا حركتها خلال الفترة الماضية حتى أغري النظام بالتحرك ضد إدلب.
من جانبه قال المحلل السياسي محمود عثمان إن الأتراك سعوا منذ فترة لتجنيب إدلب عملية عسكرية كبيرة تحمل مآس لكن في المقابل الطرف الإيراني يعمل على تعطيل الأمر والروس يحاولون عدم خسارة الطرفين.
وأوضح عثمان أن حاجة الروس للأتراك من أجل الحل السياسي تعد أحد أوراق قوتها خاصة مفاوضات أستانة ومؤتمر سوتشي المقبل، وفق "عربي21".
ولفت إلى أن العلاقة الجيدة بين أنقرة وعدد كبير من الفصائل في الشمال السوري وقدرتها على إقناعهم بالحلول السياسية تعد إحدى أوراق قوتها وهذا أيضا تحتاجه روسيا من أجل مشاركة أكبر عدد من الأطراف السورية.
وأضاف: "لا تستطيع روسيا إغضاب تركيا أو التخلي عن دورها وحصل نوع من التراجع عن العملية العسكرية في إدلب لتجنب التوتر مع الأتراك لكن في المقابل تندفع إيران لإيمانِها أن الخيار العسكري هو الحل".
وفيما يتعلق بتقديم الأتراك الدعم للمعارضة قال عثمان إن تركيا قد تلجأ لهذا الخيار في حال تجاوزت الأطراف ما تم الاتفاق عليه بشأن خطوط خفض التصعيد.
وأشار إلى أن تركيا "تملك الحق في تقديم السلاح للمعارضة في حال تجاوز مناطق خفض التصعيد خاصة أن إيران لا تكتفي بدعم قوات النظام بل وترسل مليشيات للمشاركة معه في التقدم صوب حدودها وذريعة الدعم متوفرة".
وحول الحديث عن الدور التركي من إدلب ومقارنته بالموقف مما حصل في حلب سابقا قال عثمان إن الدور التركي عانى من ضعف في شرح مواقفه إبان الهجوم على حلب لكن وجودها الآن في إدلب يعطيها مساحة أكبر للتحرك ومنع كارثة جديدة في إدلب.
لكنه في الوقت ذاته شدد على أن تركيا ليس بمقدورها ممارسة دور مشابه لدور إيران المتمرد على كافة القوانين الدولية وهامش المناورة لديها قليل لكن في المقابل الدور الذي ستلعبه في إدلب سيكون أكبر من دورها في حلب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!