ترك برس
تقع مدينة "بولو" Bolu شمال تركيا قرب البحر اﻷسود، وتشكل الغابات 60 بالمئة من أراضيها.
يُعد حفر وتشكيل الخشب من أشهر المهن التقليدية في مدينة بولو منذ العهد العثماني، ويحتاج إلى صبر وبراعة ونظرة فنية، وتُعد الخطوط المنحوتة على الخشب الأشهر رواجًا.
يقول "إسماعيل شانتورك" النّحات من مدينة بولو: "نستخدم الأخشاب من الأشجار المتوفرة في المنطقة، وهي الجوز والكرز، لقدرتها على تحمّل كافة الظروف فهي جافة ومُعمّرة".
ونظرًا لطول فصل الشتاء، ينشغل سُكّان بولو في أماكن مغلقة بعيدًا عن البرد القارس لكسب قوتهم واستغلال وقتهم والحفاظ على تراثهم. ويُشكّل النساء العنصر الأساسي في صناعة المنتجات التقليدية مثل الحياكة والتطريز والغزل والزخرفة.
تشير "نيلغون جان سونماز" المشرفة على ورشة للتطريز في بولو إلى أنّ "النساء يعملن كعنصر أساسي للمساهمة في رفع اقتصاد الأسرة والمدينة، ويُحافظن على التّراث".
وبتشجيع من بلدية بولو، يُشارك ذوو الاحتياجات الخاصة أيضًا في صناعة الحرف اليدوية مثل فنّ الرسم بالمسامير والأسلاك المُسمّى "فيلوغرافيا" وإنتاج المصنوعات الجلدية والدّمى القماشية ومستلزمات الأفراح التراثية.
ويسعى مسؤولو المدينة لإدخالها ضمن قائمة المدن التراثية العالمية. وفي هذا الصدد، قالت أمينة داوارجي أوغلو نائب رئيس البلدية: "نشجع الناس على ممارسة المهن التقليدية المهددة بالاندثار، ونقدم لهم قروضًا ميسرة لحماية تراثنا، ومكافآت لمن يصنع منتوجات تقليدية مميزة".
وما زالت بعض ورش الغزل والنسيج التقليدية تنتج سلعا تراثية رائجة منذ العهد العثماني، بفضل دعم السلطات المحلية. وتلقى المنتجات التقليدية المختلفة التي تعرضها مدينة "بولو" في معارض خاصة إقبالا كبيرا من السياح واﻷهالي على حد سواء.
وتوفّر المهن التقليدية المتوارثة جيلا عن جيل في مدينة بولو، دخلًا لشريحة كبيرة من أهالي المدينة، وذلك بدعم من السلطات المحلية التي تسعى للحفاظ على تراث يوشك على الاندثار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!