بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
ما أن انطلقت عملية عفرين حتى أعمل الإعلام الغربي آليات الدعاية المغرضة والافتراء والتلفيق، التي يستخدمها منذ أحداث منتزه غيزي، بهدف تحريف حق تركيا في حماية حدودها والقضاء على التهديدات التي تستهدف وجودها، وتصويره على أنه "اعتداء على الأكراد".
وسائل الإعلام الغربية لا تفتأ تكرر ما يجتره حزب العمال الكردستاني من أن "تركيا منزعجة من مكاسب الأكراد"، أفلا تعلم هذه الوسائل أن حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، ذراعي حزب العمال في سوريا، لا يمثلان أبدًا أكراد سوريا؟
أليس لديها علم بالأكراد السوريين المضطهدين لأنهم لا يتبنون إيديولوجية حزب العمال الكردستاني؟
بلى، تعرف حق المعرفة. الغرب يعلم أكثر من الجميع أن الخطوات التي تقدم عليها تركيا في عفرين ومنبج وجرابلس أو مناطق أخرى لحماية أمنها القومي، ليست بأي حال ضد أكراد سوريا.
الغرب لا يهمه الأكراد، وإنما تركيا. عدم قدرته على إيقاف تقدم تركيا يثير سخطه. والإعلام الغربي يعتبر عمليات الدفاع المشروعة ضد "الجيش الإرهابي" تطبيقًا لـ "أجندة عثمانية جديدة".
الهدف الرئيسي لمن يقولون إن "الحرب على الأكراد تلوح في الأفق، واقتتال جديد سيقع في المنطقة"، هو إفساد ذات بين تركيا مع روسيا وإيران، وجرها إلى حرب عرقية وطائفية طويلة الأمد.
غير أن تركيا دولة كبيرة تملك من الخبرة ما يحول دون وقوعها في هذه الشراك. كونوا على ثقة أن الإعلام الغربي، الذي يسمي الإرهابيين "مقاتلين أكراد"، يأسف لعدم وقوع بلادنا في هذه المكائد القذرة. وأكثر ما يخشونه هو قدرة تركيا على تقويض مكيدة حزب العمال الكردستاني وذراعيه حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب، بعد قضائها على تنظيمي داعش وغولن.
غاية الغرب الهائم بـ "عشق الأكراد"، ليست حماية حزب الاتحاد الديمقراطي، ولا إقامة "دولة كردية" في سوريا. فالغرب نفسه هو من منع إقامة كيان سياسي لهم، عندما وضع حدود الشرق الأوسط في القرن الماضي.
ولو أن الغرب كان يفكر بمصلحة الأكراد لما عرقل مسيرة السلام الداخلي في تركيا، ولما حاول الإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي مد يده لمصالحة الأكراد.
من لم يستطيعوا السيطرة على تركيا عبر إرهاب حزب العمال الكردستاني وأزمة المقاتلة مع روسيا والمحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو، يحاولون الآن تشويه حقيقة كفاحنا التاريخي ضد التحالف الإمبريالي، وتصويره على أنه "حرب على الأكراد".
لكن الجميع يدرك أن تركيا لا تحارب الأكراد وإنما العملاء المتطوعون من أجل خدمة العقلية الصليبية. وكما أن مكافحة تنظيم غولن لا يمكن اعتبارها "حرب على المسلمين"، فإن مكافحة إرهاب حزب العمال لا يمكن تسويقها على أنها "حرب على الأكراد".
شعبنا يدرك تمام الإدارك هذه الحقيقة.
هذا الإدراك و"غصن الزيتون" التي تمده تركيا إلى عفرين هو ما يثير جنون الغرب..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس