ترك برس
ناقش برنامج "الاتجاه المعاكس" على قناة الجزيرة القطرية، أهداف تسليح الولايات المتحدة الأميركية لميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لمنظمة "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، فضلًا عن عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا ضد هذه الميليشيات في منطقة "عفرين" السورية.
وتساءل البرنامج، الذي يقدّمه الإعلامي السوري المعروف "فيصل القاسم"، "لماذا أعلنت أميركا عن وجود عسكري دائم بسوريا، وعن جيش كردي من ثلاثين ألف مقاتل شمال وشرق البلاد؟ وبالمقابل أليس الوجود الأميركي قانونيا ضمن التحالف الدولي؟"
وقال الكاتب الصحفي السوري أحمد كامل، خلال مشاركته في البرنامج، إن أميركا وضعت حوالي خمسين ألف كيلومتر مربع من سوريا تحت احتلال العمال الكردستاني، وهي خمسة أضعاف المساحة التي يسكنها أكراد سوريون، وأقامت فيها كل قواعدها العسكرية لحمايتها، ولم تقدم للمدن السورية التي أبيدت حتى ولو رغيفا واحدا.
وأكد الكاتب السوري أن هذه المنطقة المسلوخة من سوريا تتوفر على أهم أربعة أنهار وهي "الفرات" و"دجلة" و"الخابور" و"بليخ"، إضافة إلى "سد الفرات"، والثروات النفطية والمحاصيل الإستراتيجية في مقدمتها، وفق ما نقلت عنه "الجزيرة".
وتابع أحمد كامل إن إعلان أميركا تشكيل قوات كردية من ثلاثين ألف عنصر شمالي سوريا هو حرب على الشعب والكيان السوري، وإنشاء إسرائيل جديدة تشعل حربا بلا نهاية في البلاد.
وأوضح كامل أن سوريا لن تعود موجودة بعد سلخ ربع مساحتها وإعطائها لقوات سوريا الديمقراطية، وهي التسمية المزورة، فلا هي سورية ولا ديمقراطية، بل تتشكل من حزب العمال الكردستاني التركي المصنف إرهابيا.
وخلص إلى أن الأميركيين رفضوا مرات كثيرة أن يحارب العرب أصحاب الأرض تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة ودير الزور ومنبج، بل طلبوا القتال تحت راية واحدة هي حزب العمال الكردستاني ونسخته السورية وحدات الحماية الشعبية.
أمّا المحامي السوري عمران منصور، فرفض بدوره اعتبار قوات سوريا الديمقراطية كردية خالصة، بل إنها تضم الآلاف من أفراد العشائر العربية، وإن الناطق الرسمي باسمها مسيحي سوري.
وواصل القول إن الولايات المتحدة اعتمدت على قوات سوريا الديمقراطية لأن كل محاولات المعارضة السورية لمحاربة تنظيم الدولة باءت بالفشل بسبب خيانة المعارضة للأميركيين.
يرى منصور أن الوجود الأميركي هو الضامن الوحيد لمستقبل سوريا، ولولاه لكان قاسم سليماني موجودا الآن في الحسكة.
وأضاف أن لا أحد من الدول تجرأت على تقديم شكوى ضد الوجود الأميركي لأن الجميع يعلم مدى احتياج سوريا له.
وفي رأيه فإن من حق الأكراد التحالف مع الشيطان لحماية أنفسهم، حيث تعرضوا لمذابح، ولولا الوجود الأميركي لوصلت سكاكين الذبح إليهم بأوامر من زعماء المنطقة كما جرت عادة القتل منذ صدام حسين إلى بشار الأسد.
وحول عفرين، زعم منصور إن "تركيا -ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (ناتو)- يمكن أن تجتاحها في ساعات، لكنها اختارت أن ترسل 25 ألف مقاتل من الجيش السوري الحر ليقتلوا سوريين، متسائلا: لماذا لا يذهب هؤلاء المقاتلون إلى إدلب أو الغوطة؟".
تساؤل شبيه طرحه أحمد كامل: "لماذا لا تذهب قوات سوريا الديمقراطية إلى عفرين التي ستنتزع من أيديهم وسيبكون عليها شهورا؟" مجيبا "لأن هذه القوات لا تريد ترك النفط والغاز في دير الزور والرقة مهما كان السبب".
والسبت، 20 يناير/كانون الأول الجاري، أعلنت رئاسة الأركان التركية انطلاق عملية "غصن الزيتون"؛ بهدف "إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي (PKK / YPG)، في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين".
وشددت الأركان التركية، في بيان، أن العملية "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية".
وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!