ترك برس
قال كاتب ومحلل روسي إن الولايات المتحدة الأمريكية بذلت، خلال الشهر الماضي، كل ما في وسعها لإشعال نزاع مسلح واسع النطاق في شمال شرق سوريا على مبدأ "الجميع ضد الجميع".
جاء ذلك في مقال للمحلل "يفغيني كروتيكوف"، بصحيفة "فزغلياد"، تحت عنوان "أزمة عفرين مصطنعة بتحريض أمريكي"، على خلفية انطلاق عملية "غصن الزيتون" التركية ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG).
وبحسب وكالة "RT"، فإن المقال "يدور حول البقعة الساخنة الجديدة على خريطة سوريا، التي يعيش فيها أكراد سوريون وهي عفرين"، ويُشير إلى أن "الأزمة الحالية أثيرت مباشرة من قبل الولايات المتحدة".
وقال كروتيكوف إنه "بالنظر إلى ولاء أكراد عفرين نسبيا للحكومة السورية، فقد كان المطلوب منهم قليلا: التأكيد ولو لفظيا رغبتهم في البقاء جزءا من الدولة السورية الموحدة وعدم الخضوع للوعود بإعلان استقلال كردستان".
وأضاف: "ولم يتم الحصول على ضمانات كهذه من قوات سوريا الديمقراطية، إنما على العكس بدا ممثلو الأكراد ميالين لخطط الولايات المتحدة الخيالية لتشكيل "حرس الحدود" وتسليحهم وتدريبهم، وبعد ذلك تشكيل جيش محلي كردي".
وتابع: "بعد فشل خطط الإطاحة بحكومة الأسد، بقوة السلاح، فإن استراتيجية واشنطن هي بالتحديد محاولة تدمير الدولة السورية بالشكل الذي كانت عليه قبل العام 2011. وبات الأكراد الأداة الوحيدة المناسبة لتحقيق ذلك".
وليس هناك آلية أخرى لدى الولايات المتحدة للبقاء في سوريا الآن، وفق الكاتب الذي زعم بأن "مكونات المعارضة المعتدلة السابقة تميل إلى سرقة الأسلحة والفرار بها وتغيير اتجاهها حسب وجهة الرياح".
واستدرك الكاتب: "أما الأكراد فلا يتجاوزون أراضيهم التاريخية- وفقا للمقال- ويميلون إلى التجارة، وهم مستعدون لقبول المساعدة من أي شخص يجلب لهم الخرطوش مجان".
وينتهي المقال إلى أن "الولايات المتحدة بذلت، خلال الشهر الماضي، كل ما في وسعها لإشعال نزاع مسلح واسع النطاق في شمال شرق سوريا على مبدأ الجميع ضد الجميع.. وقد نجحت مع الأتراك الانفعاليين".
وأشار إلى أن "الأكراد، الذين يعتبرون أنفسهم أكثر الناس دهاء، استسلموا بسهولة للاستفزاز. ولم يبق سوى أن يتورط الجيش الروسي في مواجهة مع الجيش التركي. لكن ذلك لم يحصل".
واعتبر أن "الأكراد لا يعرفون ما يفعلونه، والبنتاغون أدخلهم دون عناء في نزاع مسلح جديد، يحتمل أن يكون مدمرا جدا للدولة السورية".
وتتواصل عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي، السبت الماضي، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي "PKK - YPG - PYD" و"داعش" في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين.
وشدّدت رئاسة الأركان التركية في بيان سابق، أنها "تجري في إطار حقوق تركيا النابعة من القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة مع احترام وحدة الأراضي السورية".
وأكدت أنه يجري اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!