ترك برس
قال الدبلوماسي السابق في وزارة الخارجية الإيرانية، صادق ملكي، إن إيران هي الخاسر الأكبر من المعارك الجارية بمدينة عفرين السورية، داعيا إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمواجهة التحرك التركي في سوريا، وذلك بحسب مقال على موقع مركز الدراسات الدبلوماسية الإيرانية، ونشر موقع عربي 21 ترجمة له.
وأضاف ملكي في مقاله أن "أنقرة نسقت مع واشنطن وموسكو في معركة عفرين، لكن طهران أصبحت غائبة تماما عن هذا الملف، وبهذا تكون هي الخاسر الأكبر من المعادلات السورية في المعركة".
وأوضح أن "معركة عفرين ومواقف طهران وموسكو وواشنطن ردا على هذه المعركة غاية في الأهمية وتستحق التأمل، وتعطينا صورة لنفهم مستقبل سوريا، حيث إن إيران المنتصرة في معركة داعش عسكريا هي الخاسر، وإن وتركيا التي كانت السبب الرئيسي في تدمير سوريا هي المنتصر في سوريا مستقبلا".
وأشار الدبلوماسي السابق إلى أن "العامل الرئيسي في معادلة خسارة طهران بالمعادلات السورية المستقبلية، هو الوضع المختلف لتركيا وإيران في النظام الدولي والمعادلات الإقليمية، وستكون عفرين درسا للأكراد ولا سيما طهران، وهو أن المعادلات العسكرية والميدانية وحدها لا تحدد مصير الحروب".
وانتقد ملكي الحسابات الإيرانية الخاطئة بسوريا قائلا: "عندما لا تكون الحسابات شاملة ودقيقة، فإن الانتصارات العسكرية لا يمكن أن تحقق أي إنجازات سياسية واقتصادية فحسب، بل يمكن أن تكون هذه الانتصارات جزءا من دبلوماسية الخداع، وإن النظام الدولي لن يقبل أن تكون سوريا والعراق لإيران، والآن أصبح المستقبل أمامنا غير واضح وغامض حول مستقبل إيران في سوريا".
واعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق، أن موقف الحكومة الإيرانية من معركة عفرين بمثابة تخلي طهران عن دعم دمشق، كما حذر من أن "معركة غصن الزيتون لن تكون المحطة الأخيرة"، وأن "تركيا وظفت خطر الأكراد لتعزيز نفوذها الجيوسياسي في سوريا وسيكون لمعركة عفرين عواقب وخيمة على العراق ولبنان وموقف إيران بالمنطقة".
ورأى ملكي أن تركيا ستتحول من الخاسر في المعادلات السورية إلى اللاعب الرئيس فيها من خلال عودة السوريين إلى المناطق التي تسيطر عليها وستدخلها تركيا بجانب الجيش السوري الحر من خلال معركة عفرين.
هذا وتتواصل عملية "غصن الزيتون" في أسبوعها الثاني، والتي أطلقتها أنقرة في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، بهدف إرساء الأمن والاستقرار على حدود تركيا وفي المنطقة والقضاء على إرهابيي "بي كي كي/ ب ي د-ي ب ك" و"داعش" في عفرين، وإنقاذ سكان المنطقة من قمع الإرهابيين، وفقاً لما ورد في بيان رئاسة الأركان التركية.
وكانت محصلة الأسبوع الأول من العملية العسكرية المذكورة، هي سيطرة الجيشين التركي والسوري الحر، على 5 بلدات و13 قرية ومزرعة واحدة، و4 تلال استراتيجية كانت خاضعة لتنظيم "ي ب ك/ ب ي د" شمالي وغربي مدينة عفرين، أبرزها: أدمنلي، وحفتارو، وهاي أوغلو، وعمر أوشاغي، ومارسو، وشيخ عبيد، وقره مانلي، وبالي كوي، وقورنة، ومحمود أوبه سي، فضلاً عن جبل برصايا الاستراتيجي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!