مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أشكام – ترجمة وتحرير
يسطر الجيش التركي ملحمة على جبهة عفرين، جنبًا إلى جنب مع الجيش السوري الحر، المكون من أبناء تلك المنطقة من عرب وتركمان وأكراد. وتابعنا بكل فخر واعتزاز، مثل كل فرد يخفق قلبه بحب الوطن، كيف فُتح جبل بورصايا، الذي قيل إنه يستحيل اقتحامه!
ومما لا شك فيه أن هناك من أزعجهم هذا المشهد الذي يعتبر مدعاة للفخر.. وفي طليعتهم وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، والولايا المتحدة، التي جن جنونها بسبب فشل مخططاتها، وبعض الأوساط في الجبهة الداخلية بزعامة حزب الشعب الجمهوري.
قد أفهم انزعاج الجهات الأخرى، لكن ما حال أكبر أحزاب المعارضة، الذي يتفاخر أعضاؤه في كل مناسبة بقوله: "نحن الحزب الذي أسس الجمهورية"؟
ولأنهم لا يقدرون على مهاجمة عملية عفرين بشكل صريح، يستهدفون الجيش السوري الحر، ويحاولون خلق عقلية انهزامية من خلال ذلك في الجبهة الداخلية.
دفع حزب الشعب الجمهوري أولًا بنائب رئيسه أوزتورك يلماز إلى الساحة لمهاجمة الجيش الحر. فأعلنه يلماز إرهابيًّا فقط لأن عناصره ملتحون، ولأن ألسنتهم لا تتوقف عن التكبير.
قال يلماز في برنامج تلفزيوني شارك فيه إن "تركيا ليست بحاجة إلى أحد".. ويبد أنه نسي موقفه الجبان عندما تعرضت القنصلية التركية في الموصل إلى هجوم من جانب تنظيم داعش، حينما نفى كونه القنصل (كان يلماز على رأس البعثة الدبلوماسية التركية في الموصل حين اقتحم عناصر داعش القنصلية عام 2014).
وبعد ذلك، واصل حزب الشعب الجمهوري تهجمه على الجيش الحر، عن طريق نائبه في البرلمان أرن أردم. ولما لم يفلح هذا الأخير، تدخل زعيم الحزب كمال قلجدار أوغلو بنفسه، هذه المرة.
وقال قلجدار أوغلو: "بطريقة ما نحاول تجيير بطولة جيشنا إلى الجيش السوري الحر. لماذا يتخفى جيشنا وراء الجيش الحر؟ هذا أمر يزعجنا"، محاولًا استهداف العملية.
وفي الحقيقة، قلجدار أوغلو هو أفضل من يعرف كيف "يتخفى" وراء الآخرين. فكما تذكرون قال قلجدار أوغلو: "إذا حدث انقلاب فأنا أول من يصعد ظهر الدبابة"، وبعد ذلك، فر إلى المطار ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو.
وعندما كان الشعب يحمي الوطن بأجساده ضد الانقلابيين، كان قلجدار أوغلو مشغولًا باحتساء القهوة أمام التلفاز في منزل أحد رؤساء البلديات التابعة لحزبه.
فلا تقيموا وزنًا لتهجمه اليوم على الجيش الحر، الذي يسيل عرقه ودمه على الجبهة..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس