ترك برس
شن مركز دراسات إيراني تابع لوزارة الخارجية الإيرانية هجوما عنيفا على عملية غصن الزيتون التي تقوم بها قوات الجيش التركي في شمال سوريا لطرد ميليشيا تنظيم "ي ب ك" من عفرين، معتبرا أن العملية تمهد للإطاحة برئيس النظام السوري بشار الأسد على المدى الطويل، وأن هناك شكوكا صحيحة في إيران بأن الولايات المتحدة تقف وراء العملية التركية.
وقال تقرير لمركز الدراسات الدبلوماسية الإيراني إن التدخل العسكري التركي "يعيد شبح الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من سوريا"، الأمر الذي قد يكون أكبر بكثير من بلدة عفرين، و"ربما يشمل المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود السورية التركية."
وأضاف المركز الإيراني أن هذا الأمر كان واضحا في خطاب الرئيس أردوغان الأخير أمام البرلمان التركي "عندما أعرب عن أسفه لما خسرته الإمبراطورية العثمانية من أراضي وألمح إلى إقامة طويلة في عمق سوريا، على غرار بقاء القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان."
وتابع بالقول إن أنقرة تواصل في الوقت نفسه، سياستها الرسمية المتمثلة في تغيير النظام في دمشق ورحيل بشار الأسد، وهو ما يعني أساسا أن سلوك تركيا في سوريا قد يثبت أنه تمهيد لطموح أكثر طموحا ضد دمشق على المدى الطويل نظرا لأن العملية التركية تتم بمساعدة علنية من قبل الجيش السوري الحر.
وزعم المركز وجود تقارير تفيد بأن ما أسماها "الجماعات الإرهابية العربية بما فيها مقاتلو داعش يشاركون كقوة مساعدة تدعم الجيش التركي." في حين أن تركيا تعلن أن الأطراف المشاركة في عملية غصن الزيتون هي الجيش السوري الحر والقوات المسلحة التركية.
وتُعلن الحكومة التركية على لسان مسؤوليها وفي بيانات القوات المسلحة أن العملية تهدف إلى تطهير مناطق مقابلة للحدود السورية من تنظيمي "ب ي د/ ي ب ك"، المرتبط بتنظيم "بي كي كي" المدرج على لائحة الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية
وحول مواقف القوى الكبرى من استمرار العملية التركية استبعد المركز الإيراني حدوث مزيد من التوتر بين تركيا والولايات المتحدة، نظرا لوضع تركيا القوي في داخل حلف الناتو، وموقفها المناهض للنظام السوري، وقدرتها العسكرية القوية على إيجاد منطقة آمنة لاستضافة قوات المعارضة السورية.
واعتبر المركز أنه مع مرور الوقت على العملية العسكرية التركية سيزداد التوتر أكثر مع الجارتين الرئيسيتين لتركيا روسيا وإيران اللتين من المقرر أن تحضرا اجتماعا حاسما ثلاثي الأطراف في إسطنبول لمناقشة التطورات في سوريا.
وبالنسبة إلى إيران قال المركز إن تصرفات تركيا تشكل معضلة خطيرة، حيث إن طهران تسير على خط رفيع بين ما تصفه بـ"دعم السيادة السورية ومعارضة انتهاك سوريا لأرضيها من ناحية"، وتسعى من ناحية أخرى إلى تهدئة مخاوف تركيا حتى لا تنفر الأخيرة من بوابة إيران إلى روسيا.
واستطرد أن الرئيس الإيراني على الرغم من أنه اختار دبلوماسية شبه صحيحة مع تركيا وروسيا حول سوريا، فإن استمرار العملية التركية وربما توسيعها قد يجبر روحاني على اتخاذ موقف أكثر حزما ورسم الخطوط الفاصلة في سوريا التي كانت حليف إيران الاستراتيجي لعقود.
وقال المركز إن هناك شكوكا صحيحة في إيران بأن الولايات المتحدة قد تكون وراء العملية العسكرية التركية، وأن التوتر الظاهري الحالي بين واشنطن وأنقرة يمكن أن يكون واجهة ذكية لإخفاء حقيقة أن الولايات المتحدة، تتفق مع تركيا على خطة تقسيم سوريا، حتى لو كان هذا يعني التضحية بقطع الشطرنج الكردية.
وختم المركز تقريره بأن العلاقات شبه الاستراتيجية بين تركيا وإيران حاليا تعتمد على نهاية المباراة التركية في سوريا، والتي يمكن أن تصبح ضارة جدا لمصالح إيران، والنظام السوري، وحتى روسيا على المدى الطويل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!