ترك برس
تناول مقال في صحيفة "الرياض" السعودية وصول العميل البريطاني توماس إدوارد لورنس (1888-1935)، المعروف بـ"لونس العرب"، إلى الأراضي العربية، ودوره في تقسيم المنطقة وإخراج الدولة العثمانية من الحجاز.
والعقيد توماس إدوارد لورنس هو ضابط مخابرات بريطاني كُلف بمهام تأليب القبائل العربية وزعمائها ضد الدولة (الخلافة) العثمانية، ودفعهم للتمرد عليها خلال الحرب العالمية الأولى، وقطع خطوط إمداد الجيش العثماني.
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل، قال عن "لورنس"، عندما كان وزيرًا للمستعمرات البريطانية: "لن يظهر له مثيل مهما كانت الحاجة ماسّه له".
وقال كاتب المقال في "الرياض"، حسين علي حسين، إن "لورنس" وصل إلى سوريا في العشرينات من عمره، وقبل حصوله على الشهادة الجامعية، بهدف البحث عن الآثار الصليبية وتسجيلها، وهو ما دفعه إلى العيش في البادية، وتعلم اللغة العربية، في مضارب البادية.
وبحسب الكاتب، حصل "لورنس" على عدة منح، للرصد والتنقيب عن الآثار، وقد قاده التغلغل في البيئة العربية، إلى أن يكون عميلاً للمخابرات البريطانية، التي كانت تهيمن على عديد من الدول العربية، منها مصر وبعض دول الخليج وشرق إفريقيا، عبر شركة الهند الشرقية.
وقد صادف وجوده في مصر، بداية التوتر، المتزامن مع شيخوخة الدولة العثمانية، وطموحات الحسين بن علي، للقيام بما أطلق عليه "الثورة العربية"، بهدف الخروج على الدولة العثمانية، وتأسيس كيان جديد، يكون سلطاناً أو ملكاً عليه، يضم منطقة الحجاز والشام والعراق وفلسطين، بدعم ومساندة بريطانيا وفرنسا.
جاء ذلك مع بوادر انطلاق الحرب العالمية الأولى، ودخول تركيا الحرب بجانب ألمانيا، وقد قدمت بريطانيا، عتاداً وأموالاً للشريف، حتى تفتت الدولة العثمانية، وخروج الحسين بن علي، إلى منفاه في قبرص بعد فشل مشروعه، وتقديم ترضية له من الحلفاء، تمثلت في تنصيب ابنه عبدالله ملكاً على الأردن، وابنه فيصل ملكاً على العراق.
وقد ساهم "لورنس" بنفسه وبمساعدة الإنجليز وقوات الشريف، في تدمير الخط الحديدي الحجازي، بهدف عزل القوات التركية، ومنعها من طلب الإمدادات، من المدن الواقعة، تحت حكم الدولة العثمانية.
وكان "لورنس"، قد أصبح قريباً من "الحسين بن علي" وأبنائه، خلال سعي الأخير لإخراج العثمانيين من الحجاز، وبالذات خلال فترة حصاره الطويل للمدينة المنورة، ما أجبر حاكم المدينة العثماني آنذاك "فخري باشا" على ترحيل سكانها، لتوفير الغذاء والكساء للجنود، وفق زعم الكاتب السعودي.
الخط الحديدي، توقف نتيجة ما لحق به من تدمير، على يد قوات الشريف والإنجليز، ولم يعد لورنس إلى بلاده، إلا عند ما وضعت الحرب أوزارها، بزوال الدولة العثمانية، وتقسيم المنطقة، حيث انصرف "لورنس" حال وصوله إلى بلاده، لكتابة المقالات، وتأليف الكتب.
يشار إلى أن "عمر فخر الدين باشا" العثماني، والذي لقبه الإنكليزي بـ"نمر الصحراء التركي"، اشتُهِر بدفاعه عن المدينة المنورة جنبًا إلى جنب مع سكانها المحليين، طوال سنتين و7 أشهر (ما بين 1916-1919) رغم إمكانياته المحدودة في مواجهة الإنكليز إبان الحرب العالمية الأولى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!