ترك برس
تعليقا على التصريحات الأخيرة الصادرة عن مسؤولين روس رفيعي المستوى حول استعداد روسيا للوقوف إلى جانب حلفائها في مواجهة أي اعتداء، قال الخبير العسكري التركي بيازيت كاراتاش، إن هذه التصريحات تشير إلى إن أنقرة يجب ألا تعتمد على حلف الناتو عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على أمنها القومي.
وأضاف القائد السابق للقوات الجوية التركية في حديث مع وكالة سبوتنيك الروسية أن "موسكو تؤكد عبر هذه التصريحات أن تركيا يمكنها يمكنها الانسحاب بهدوء من حلف شمال الأطلسي، وستضمن بعد ذلك أنها لن تواجه أي تهديد من أجل ضمان أمنها".
وكان النائب الأول لرئيس لجنة للدفاع في مجلس النواب الروسي، ألكسندر شيرين، أعلن في الأسبوع الماضي أن روسيا مستعدة للوقوف إلى جانب دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وإلى جانب سوريا وإيران وكوريا الشمالية والصين وتركيا. وأعقب ذلك تصريح للرئيس الروسي بوتين قال فيه إن روسيا ستعتبر أي هجوم نووي على حلفائها هجوما عليها هي نفسها ويستدعي ردا فوريا.
وأشار كاراتاش إلى ما سبق أن قاله حول احتمال قيام الولايات المتحدة بجعل تركيا هدفا نوويا. وقال إنه كان يعني بذلك أنه إذا شن أي بلد في حلف الناتو ولا سيما أمريكا هجوما نوويا على دولة ثالثة انطلاقا من الأراضي التركية، فإنها قد تحول تركيا إلى هدف نووي، ولكن التصريحات الروسية الأخيرة تعرض على تركيا نظام حماية بديل للردع النووي، وأرسلت رسالة معينة إلى الناتو وأمريكا عبر تركيا.
ولفت كاراتاش إلى أن تصريح الرئيس الروسي بوتين حول الأسلحة الروسية المتطورة جاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب حول عزم واشنطن تطوير أسلحة نووية تكتيكية أمريكية، مضيفا أنه يمكن النظر إلى ذلك على أنه محاولة للتعويض عن ضعف الولايات المتحدة في مجال التسلح التقليدي من خلال بناء القدرات النووية.
رسالة إلى تركيا
ويتفق المحلل السياسي التركي أوزدمير إقبال مع رؤية الجنرال كاراتاش، وقال إن تصريح الرئيس الروسي يعكس رغبته في تشكيل اتحاد جديد، مضيفا أن الهدف من هذا التصريح كان إرسال رسالة معينة إلى تركيا التي تمر بمشاكل في العلاقات مع حلفائها حول القضية السورية.
وأشار إلى أنه على الرغم من سلسلة من المشاكل في العلاقات، ما تزال تركيا عضوا في الناتو، الأمر الذى يمنع أنقرة من الانضمام إلى تحالفات أخرى.
وتابع بالقول: "ما لم يتم ضرب هيكل هذا النظام بأزمة من شأنها أن تغير جوهريا توازن القوى القائم كما فعلت الحرب العالمية الثانية في وقتها، سيكون من الصعب جدا على تركيا أن تتخذ إجراءات تهدف إلى تغيير هيكل الحلفاء الحاليين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!