نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
تطبق الولايات المتحدة منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما خطة تقسيم سوريا. رغم أنهم ينفرون من بعضهم البعض، ويبدون خصومًا، إلا أن أمثال أوباما وترامب يتفقون على أمر واحد، هو المصالح الإمبريالية.
لا يغرنكم أن أحدهما يدعى "ديمقراطي" والآخر "جمهوري". أما تنظيم وحدات حماية الشعب الإرهابي، فهو مجرد مطية يستخدمونها، تمامًا كما استخدموا القاعدة في مواجهة الاتحاد السوفياتي.
خطة تقسيم سوريا
مكافحة تنظيم داعش مجرد ذريعة، تشبه كذبة أسلحة الدمار الشامل في العراق وتعاون صدام حسين مع تنظيم القاعدة. إذا اعتزمت الولايات المتحدة احتلال بلد ما، تجد الكذبة المناسبة ولا تنتظر أن يصدقها أحد، بل تطالب بالطاعة والتعاون معها.
يومًا ما كانت الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن "وحدة التراب السوري"، لكنها لم تعد تخفي نواياها. ففي مقر وزارة خارجيتها تتحدث بكل أريحية عن تقسيم سوريا مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وأردنيين وسعوديين.
مساعد وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد قال في الاجتماع يوم 11 يناير الماضي إن مكافحة داعش تكللت بالنجاح، وإن بلاده قررت البقاء في المنطقة.
ترامب، الذي ينتقد الإدارة السابقة بخصوص سوريا، أقر خطة سوف تكلف الولايات المتحدة سنويًّا 4 مليارات دولار بحسب ساترفيلد.
وتحدث مساعد وزير الخارجية الأمريكية عن خطة من خمس مراحل:
تقسيم سوريا، ووضع تركيا تحت المراقبة، والسيطرة على المعارضة السورية، وعرقلة مسار أستانة برعابة تركيا وروسيا وإيران، وتوجيه الأمم المتحدة بما يخدم الغايات الأمريكية.
تقول الولايات المتحدة دائمًا عن تركيا إنها "حليفة" لها، لكنها تقدم أسلحة بمليارات الدولارات لوحدات حماية الشعب من جهة، وتخطط لتقسيم سوريا من جهة أخرى مع فرنسا وبريطانيا والأردن والسعودية.
الغريب في الأمر أن تسريب هذه الخطة الأمريكية الخبيثة جاء على يد بريطانيا. فالملاحظات التي أرسلها رئيس قسم سوريا في وزارة الخارجية البريطانية هاغ كلاري إلى بلاده في 12 يناير الماضي بشأن الاجتماع تسربت إلى الإعلام.
ربما كانت الخطة الخبيثة لا تصب في صالح المملكة المتحدة. فقد سبق لهيئة الإذاعة البريطانية أن أعلنت للعالم خروج مقاتلي داعش من الرقة بعد الاتفاق مع وحدات حماية الشعب برعاية أمريكية.
نحن نعلم ذلك من بداية الأمر، لكن حسن يفعل البريطانيون بتسريب المعلومات ليعرف العالم بأسره المخططات القذرة والخبيثة للولايات المتحدة في سوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس