سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
بدأت واشنطن العمل على اتخاذ قرارات جديدة بعد محادثات أجراها في تركيا كل من وزيري الخارجية ريكس تيلرسون، والدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي هربرت مكماستر.
أدركت واشنطن أنها لن تستطيع اتخاذ خطوات بشأن شرق الفرات بموجب اتفاق توصلت إليه مع روسيا، دون الحصول على دعم فعلي من تركيا، ولهذا بدأت بمراجعة علاقاتها مع وحدات حماية الشعب.
ترى واشنطن أن موسكو أيضًا بدأت تقدم على خطوات سريعة بخصوص العلاقات مع وحدات حماية الشعب، وتدرك أنها إذا فقدت هذه الورقة فإنها قد تفقد بشكل كامل نفوذها، الذي انحسر في الأساس، في المنطقة.
مصدر مطلع متابع لعملية تشكيل هذه السياسة بين مفاصل الإدارة الأمريكية قال لي إن واشنطن شعرت لهذا السبب بأنها مضطرة للعمل بالتنسيق مع تركيا.
وأوضح المصدر أنه حتى البنتاغون وسي آي ايه، اللتين تشجعان توتير العلاقات دائمًا مع أنقرة، تركزان حاليًّا على كيفية العمل بالتنسيق مع تركيا بخصوص أكراد سوريا.
وتركز واشنطن على منتدى حواري هام انعقد قبل أيام في موسكو، حيث تأمل أن تساعدها مخرجات المنتدى على تشكيل استراتيجية جديدة بشأن شمال سوريا. لأنها بدأت ترى أن من الأصوب اتخاذ القرارات المتعلقة بشرق الفرات، أي بأكراد سوريا، بالتنسيق مع تركيا وروسيا.
منتدى فالداي انعقد تحت عنوان "روسيا والشرق الأوسط: لاعب في كل الساحات"، بمشاركة فيتالي نعومكين رئيس معهد الاستشراق في موسكو، وهو أكثر من يثق به بوتين في مسألة القرارات المتعلقة بالشرق الأوسط، إضافة إلى وزيري خارجية روسيا وإيران.
وتأمل واشنطن أن تستنتج من المناقشات والحوارات التي جرت في هذا المنتدى ما ستكون عليه السياسة الروسية بشأن الأكراد في شمال سوريا.
كان من المفترض أن يزور نعومكين الولايات المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي للحديث في اجتماع مغلق مع نخبة السياسة الخارجية بواشنطن عن خطة روسية بشأن شمال سوريا، إلا أن الاجتماع أُلغي في اللحظة الأخيرة بدعوى مشاغل العمل.
بيد أن السبب الحقيقي للإلغاء كان عدم الحديث بشكل واضح مع تركيا حول الخطة التي كان من المأمول وضعها والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة حولها.
ولا شك أن نعومكين يعتقد أن الوقت حان لتقديم الخطة، التي تأمل موسكو العمل بموجبها مع واشنطن في شرق الفرات، بشكل رسمي لتركيا.
ويقول نعومكين إن الولايات المتحدة تريد إقامة دولة مستقلة للأكراد في شرق الفرات إلا أن ذلك أمر غير مقبول ولا يمكن تحقيقه. وبحسب خطة نعومكين يتوجب تطبيق نموذج شمال العراق في شمال سوريا.
ما تتداوله أوساط واشنطن هو أن نعومكين يفكر بكيان كردي مستقل إداريًّا ومرتبط بدولة سورية قوية.
يقول نعومكين بصراحة إنه لا يمكن الإقدام على أي خطوة في المنطقة دون الحصول على دعم تركيا. ويعتقد أن الخطة قابلة للتطبيق بالنسبة لهذا النموذج لأنها لا تخل بوحدة تراب سوريا، فضلًا عن أن تركيا رأت أن بإمكان هذا النموذج العمل لصالحها في شمال العراق.
المصدر الذي حدثني عن هذه التحركات في واشنطن أضاف أن أجهزة الإدارة الأمريكية تناقش الكيان المنصوص عليه في خطة نعومكين، وأنها أطلقت عليه اسم "suzrainty".
ولفت المصدر إلى إمكانية تسارع التوصل إلى فكر مشترك بين موسكو وواشنطن بخصوص شرق الفرات، في ظل القرارات المتخذة في المحادثات التركية الأمريكية الأخيرة.
واختتم بالقول: "لن نبالغ إذا قلنا إن قمة ثلاثية رفيعة بين روسيا وتركيا وأمريكا ستنعقد مع التوصل إلى الفكر المذكور".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس