سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
تناقش واشنطن هذه الأيام الرسالة الورادة من موسكو بشأن استئناف الحوار الذي انقطع بينهما مؤخرًا حول الملف السوري.
الملفت في الحزمة الروسية حول إقامة "نظام جديد في سوريا" بهدف معاودة الحوار والإقدام على خطوات عملية، هو تضمنها دعوة إلى واشنطن "للتخلي عن حلم تأسيس دولة كردية في سوريا".
كتبت في مقالات سابقة عن زيارة هامة ومرتقبة لمهندس السياسات الشرق أوسطية في روسيا، فيتالي نعومكين، إلى واشنطن في 27 فبراير الماضي، من أجل الحديث مع النخبة الأمريكية المختصة بشؤون السياسة الخارجية والأمن القومي.
الاجتماع كان مغلقًا، ولم يحضره سوى مدعوون معينون، واتسم بالسرية الشديدة. لم يصدر بيانات حول الاجتماع الذي شاركت فيه شخصيات معنية بالسياسات الإقليمية في واشنطن. اكتفى نعومكين بالإدلاء بتصريح مقتضب لوكالة تاس الروسية.
لم تتسرب أي معلومات عن الاجتماع إلى الإعلام في الليل، لكن اليوم التالي حمل رسائل هامة من روسيا، بدأت مفاصل الإدارة الأمريكية المعنية بالحديث عنها ونشرها.
تفاصيل الخطة
المعلومات التي تمكنت من الحصول عليها كما يلي:
1- انقطع الحوار حول سوريا بين روسيا وأمريكا بسبب التحقيقات الجارية حول تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية، لكن الطرفين سيستأنفان الحوار في أقرب وقت، وسيعملان على إيجاد حل للأزمة السورية في ظل خطة مشتركة.
2- تعتقد موسكو أن الوضع الراهن في تقاسم شرق وغرب الفرات مع أمريكا مناسب. وتشاطرها واشنطن الرأي. يعتقد البلدان أن منطقة خفض التوتر بين روسيا وأمريكا والأردن جنوب غربي سوريا صالحة لتكون نموذجًا يتوجب تطبيقه في بقية مناطق سوريا من دون مشاركة الأردن.
3- تشير كواليس واشنطن إلى أن روسيا قدمت بعض الضمانات لإسرائيل، وأبلغتها أنها لن تسمح في المستقبل لإيران بالإقدام على خطوات عدائية ضدها من الأراضي السورية.
شرق الفرات
4- بينما تطلب موسكو تعميم نموذج منطقة خفض التوتر جنوب غربي سوريا، تدعو من جهة أخرى واشنطن إلى "التخلي عن أحلام إقامة دولة جديدة في شمال سوريا" حيث يمكن للبلدين العمل معًا.
5- أبلغت موسكو واشنطن أنها ستقبل بمنطقة نفوذ أمريكية شرقي الفرات، شرط عدم التوجه لإقامة دولة هناك.
6- تريد موسكو أن ترى بأي ذريعة سوف تبرر الولايات المتحدة وجودها في سوريا مستقبلًا لأن خطر داعش لن يكون مسوغًا مقبولًا بعد مدة. تؤكد روسيا أنها موجودة في سوريا بدعوة من دمشق. وسوف تحدد موسكو موقفها النهائي بعد النظر فيما ستفعله الولايات المتحدة في شرقي الفرات، وكيف ستبرر وجودها في المنطقة.
7- تستبعد روسيا مسألة تأسيس دولة مستقلة للأكراد في سوريا، بيد أنها تترك الباب مفتوحًا أمام الحديث عن نموذج مشابه لشمال العراق في المستقبل.
كما ترون، بدأت معالم المخطط الكبير الخاص بسوريا تتضح رويدًا رويدًا، وعلى ما يبدو ستعمل روسيا والولايات المتحدة جنبًا إلى جنب في منطقتنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس