صحيفة 20 مينوت - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد الحملة العسكرية الأخيرة التي شنتها الحكومة التركية في سوريا، هل من الممكن أن يستهدف أردوغان اليونان؟ كان هذا الموضوع محور اهتمام العديد من المواقع الإخبارية الفرنسية، التي اقتبست هذا العنوان من مقال نشره الموقع الرسمي لمعهد غايتستون الأمريكي.
وقد دعّمت المواقع الإخبارية الفرنسية مزاعمها بخطاب ألقاه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتاريخ 13 شباط/ فبراير؛ حيث قال في بيان له أمام حزبه العدالة والتنمية: إن "أولئك الذين يعتقدون أننا نسينا أراضينا التي أُخذت منا منذ مئة عام، مخطئون".
وواصل الرئيس التركي، قائلا "نحن نؤكد في كل مناسبة أن سوريا والعراق وغيرها من الأوطان على خارطة قلوبنا ولا تقل أهمية بتاتا عن بلدنا. وسنناضل في كل أرض يسمع فيها صوت الآذان حتى لا ترفع فيها راية أجنبية. وما قمنا به حتى الآن لا يُذكر مقارنة بما نخطط للقيام به في الأيام القليلة القادمة".
ولكن، يبدو أن هذه السطور المقتطفة من بيان أردوغان، أخرجت عن سياقها. ووفقا لوكالة أنباء "رويترز"، كان أردوغان يتحدث بلهجة حادة حول الموارد الطبيعية المشتركة مع قبرص والجزيرة المقسمة بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك منذ سنة 1974. ويعتبر الجزء اليوناني من الجزيرة التابع لجمهورية قبرص، تابعا للاتحاد الأوروبي، بينما لا يعترف بسيادة الجزء الناطق بالتركية غير أنقرة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، التي سبقت خطاب الرئيس التركي، اتهم القبارصة اليونانيون والجيش التركي بمنع عبور سفينة إيطالية متخصصة في التنقيب عن الغاز الطبيعي. وفي هذا الصدد، أكد أردوغان أمام حزبه أن "وجود هذه السفينة يشكل تهديدا لنا، وبالتالي فإن سفننا الحربية ووحداتنا الأمنية تتابع كل التطورات في المنطقة وجاهزة لتنفيذ الأوامر عند الضرورة".
كما حذر أردوغان الشركات العالمية من استغلال الغاز التابع للمياه الإقليمية القبرصية. وأضاف أردوغان قائلا "لا تعتقدوا أن المحاولات الانتهازية للبحث عن الغاز قبالة سواحل قبرص هي التي ستشتت انتباهنا".
قبرص تخفف من حدة التوتر
أكد الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، أنه لا يريد رفع مستوى التوتر. وحسب ما نقلته عنه وكالة رويترز، فإنه "لا يوجد ما يدعو للقلق، فنحن نعمل على تجنب أي أزمة من الممكن أن تخلق مشاكل على المستوى الاقتصادي أو السياسي".
أما رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، فقد علق على هذه المسألة في تغريدة له على موقع تويتر، وتوجه لتركيا قائلا "يجب تجنب التهديدات تجاه أعضاء الاتحاد الأوروبي، ومن الأفضل محاولة الحفاظ على علاقات جيدة وسلمية مع دول الجوار".
وفي شأن ذي صلة، أعلنت قبرص قبل أسبوع من خطاب الرئيس التركي، اكتشافها لاحتياطي من الغاز الطبيعي في شرق الجزيرة من قبل شركة "إني" الإيطالية و"توتال" الفرنسية. ولكن، من الواضح أن تركيا ما زالت تطالب بالنظر في مسألة سيادة قبرص على الإقليم البحري، خاصة في ظل عدم وجود حل للمسألة القبرصية حتى الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!