ترك برس
أشار الخبير التركي والباحث في الشؤون الاستراتيجية "جان أجون"، إلى أن عملية "غصن الزيتون" المستمرة في منطقة عفرين السورية، فضحت الخرافة التي نشرتها الدول الغربية من أجل تلميع صورة ما يُسمى بـ"وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قائمة الإرهاب لدى دول عديدة.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية، تزعم بشكل متكرر بأن ميليشيات "YPG"، تعدّ "القوة القتالية الفعالة الوحيدة حتى الآن في الحرب ضد داعش"، علمًا أن هذه الميليشيات عُرفت بتعاونها مع النظام السوري ضد فصائل المعارضة منذ انطلاق الثورة السورية.
وفي تغريدة نشرها عبر موقع "تويتر"، قال أجون، الباحث في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" بأنقرة، إن الصفحات الغربية (على شبكات التواصل الاجتماعي)، بدأت تشكّك في الخرافة التي كانت تقول إن "YPG هي أفضل قوة برية مقاتلة في سوريا".
وأوضح أن هذا التشكيك جاء عقب تحرير القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر لناحية "جنديرس" التابعة لمنطقة "عفرين" بريف محافظة حلب السورية، في بضع ساعات، ضمن عملية "غصن الزيتون"، معتبرًا أن مواجهة تلك الصفحات للحقيقة "تستحق المشاهدة".
وأكّد الخبير التركي أن القوات المشاركة في عملية "غصن الزيتون" بدأت تُحاصر مركز مدينة عفرين من الشمال والشرق، وعمّا قريب ستكون المدينة محاصرة بالكاملة، لتُلقي "خرافة YPG" المزعومة في مزبلة التاريخ.
في سياق متصل، يقول الكاتب في موقع "خبر7" التركي "طه داغلي"، إن ذريعة "مكافحة داعش" كانت خطوة من أجل شرعنة "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، الجناح السياسي لـ(YPG)، وبهذه الذريعة سلّحت هذا التنظيم ودعمته سياسيًّا، ومهدت الطريق أمام احتلاله الكثير من المناطق.
وبحسب الكاتب التركي، فإنه "بذريعة مكافحة داعش أيضًا أدخلت الولايات المتحدة في يونيو/تموز 2016 (حزب الاتحاد الديمقراطي) إلى منبج في سوريا. كما سلمت في العام نفسه مدينة تل أبيض إلى الحزب".
ويُضيف داغلي: "في أكتوبر 2017 نفذت واشنطن عملية الرقة بحجة مكافحة تنظيم داعش مجددًا. خرج التنظيم من المدينة ودخلها (PYD). ثم تبين أنه لم يكن هناك مكافحة لداعش في الرقة، لأن مقاتليه غادروا مع أسلحتهم بالحافلات تحت إشراف الحزب. وأثبتت المشاهد المصورة أن الطرفين كانا يتعاونان ولا يقتتلان".
وأوضح الكاتب أنه بعد مسرحية الرقة أعلنت الولايات المتحدة النصر على داعش، وتطهير سوريا منه. لكن النصر لم يدم طويلًا، لأن تركيا أطلقت عملية عفرين ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، وهنا عاد داعش للظهور فجأة بعد أن أعلنت البنتاغون قبل أشهر القضاء عليه نهائيًّا. وبدأت واشنطن تقول إن غصن الزيتون تشتت التركيز على مكافحة داعش.
وتابع داغلي: "تبين مجددًا أن حزب الاتحاد الديمقراطي لا يقاتل داعش في دير الزور عام 2017، حين أظهرت صور الأقمار الصناعية مواقع الحزب والتنظيم جنبًا إلى جنب، قرب قاعدة أمريكية..
عادت "بنتاغون" لانتقاد عملية غصن الزيتون، حيث أعلنت أن مكافحة داعش في سوريا توقفت بسبب توجه مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي إلى عفرين، في مسعى لإظهار تركيا على أنها قوة تعرقل المكافحة المزعومة لتنظيم داعش".
ومنذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، يستهدف الجيش التركي بالتنسيق مع "الجيش السوري الحر"، مواقع تنظيمي "ب ي د/ ي ب ك/ بي كا كا" و"داعش" الإرهابيين، في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لو تخلت عن ضميرها وأخلاقياتها لكان باستطاعتها السيطرة على منطقة عفرين السورية خلال ثلاثة أيام.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال المؤتمر العام لفرع حزب العدالة والتنمية في ولاية مرسين جنوبي البلاد، في إشارة منه إلى التدابير العالية التي تتخذها قوات بلاده أثناء العملية العسكرية لتجنب إلحاق الضرر بالسكان المدنيين.
وأضاف أردوغان "لو تخلينا عن ضميرنا وأخلاقياتنا، كما فعل الإرهابيون وبعض الدول، لكنّا قد سيطرنا على عفرين خلال 3 أيام".
وتابع قائلًا "بعد تطهير عفرين من الإرهابيين، سنتوجه إلى منبج وعين العرب وتل أبيض ورأس العين، والقامشلي (شمالي سوريا) لتطهير كل هذه المناطق أيضا (من الإرهابيين)".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!