ترك برس
أشارت تقارير إعلامية إلى أن تحرير منطقة عفرين السورية كشف حقيقة ومدى ضعف ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، بدون دعم حلفائها.
وقالت شبكة شام السوري، إن معركة "غصن الزيتون" بدّدت أحلام المشروع الانفصالي في بناء دولة في الشمال السوري تقودها ميليشيات (YPG) على حساب عذابات ومعاناة الشعب السوري وسعياً لتقسيم سوريا وضرب وحدة أراضيها مستغلة الحراك الشعبي في الثورة السورية، والدعم الأمريكي بحجة قتال تنظيم الدولة.
وكانت منطقة عفرين، أهم بقعة بشرية واقتصادية للميليشيات الانفصالية والمقاطعة الثالثة الخاضعة لما يُسمى بـ"الإدارة الذاتية" في سوريا بعد "الجزيرة وعين العرب"، وفقًا للشبكة السورية.
الميليشيات كانت تبني أمالًا كبيرة على وصل عفرين بالبر المتوسط بعد نجاحها بدعم التحالف الدولي في السيطرة على الرقة ومنبج وسعيها لربط عفرين بمنبج، حتى جاءت عملية "درع الفرات" وقطعت أول أمل لها.
وكانت "غصن الزيتون" بمثابة النهاية للمشروع الانفصالي بخسارة الميليشيات أكبر تجمع بشري ومنطقة اقتصادية هامة في مشروعها.
ولعل التصريحات التركية عن وجود تفاهمات واجتماعات أمريكية تركية لدراسة وضع منبج وتهديداتها المستمرة بقطع يد الإرهاب على طول حدودها يضع المشروع الانفصالي للدولة "الكردية" في مهب الريح في حال توجهت تركيا بعد عفرين إلى منبح وربما تل أبيض والرقة، لتعيد تحجيم الميليشيات لوضعها الطبيعي قبل أعوام سبع.
تبلغ مساحة منطقة عفرين نحو 3850 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 2% من مساحة سوريا، ومنفصلة جغرافياً عن المناطق الأخرى التي يسيطر عليها الأكراد على طول الحدود مع تركيا.
كما يبلغ عدد سكان منطقة عفرين 523.258 نسمة حسب إحصائيات عام 2012، لكن العدد ارتفع بسبب حركة النزوح الداخلية من محافظة حلب والمدن والبلدات المجاورة ليصل إلى أكثر من مليون.
وتضم عفرين نحو 350 قرية وبلدة صغيرة وكبيرة أهمها عفرين المدينة، وبلبلة وشية، وراجو وشران.
"غصن الزيتون" التي سيطرت على هذه المساحة الكبيرة خلال مدة أقل من شهر، كشفت حجم الوهن والضعف الذي تعانيه ميليشيات (YPG) التي وقفت عاجزة أمام تقدم الجيش الحر والقوات التركية، رغم كل ماتملكه من مقومات جغرافية وبشرية ودعم منقطع النظير بالسلاح والعتاد العسكري.
وهذا إن دل على شيء فإنه يشير لأنها اعتمدت على القصف الجوي للتحالف الدولي الذي دمر المناطق التي سيطرت عليها بشكل كامل، وأنها لن تستطيع فعلياً حماية مناطق سيطرتها في حال غياب هذا الدعم وبالتالي باتت مهددة في جميع مناطقها مستقبلاً والتي يتطلع أبناء هذه المناطق المهجرين منها لتحريرها واستعادتها لأهالها.
خسارة عفرين بالنسبة لـ"YPG" ضربة قاضية وموجعة لها عسكرياً وجغرافياً وبشرياً، إضافة لأنها كشفت حجم الوهن الذي تعانيه بعيداً عن حلفائها، وعرتها أمام مناصريها في إنها تستطيع الدفاع عن مناطقها التي مارست فيها الاعتقال والتجنيد والتسلط لسنوات طويلة باسم حمايتها وحفظ أمنها.
كما أنها كشفت حجم التعاون والتنسيق بينها وبين النظام السوري الذي تظاهرت في عدائه واستغلت حراك الشعب الثائر لتحقيق مشروعها الانفصالي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!